بروح رياضية

دموع نيمار

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدموع التي ذرفها النجم البرازيلي نيمار أول من أمس، أثناء عزف السلام الوطني لبلاد السامبا دموع صادقة، وغالية، ورسالة معبرة أفصح من كلام الحكماء و العقلاء! وتعبير صادق عن حب هذا الفتى لبلده يستحق عليه أسمى عبارات التقدير والثناء. لقد عجز نيمار عن مغالبة دموعه لحظة انصهاره مع السلام الوطني للبرازيل، وبكى بخجل شديد، حيث حاول إخفاء وجهه بيده كالطفل الوديع.

ودموع نيمار تحفيز له قبل المباريات، وتجعله يلعب بحماسة الجنود البواسل، ويقتلع العشب من الميدان، فالدموع الصادقة تعكس أحلاماً وأهدافاً في الوجدان، ولست أدري لماذا يصدق النجوم الكبار في بكائهم وإحساسهم، بينما يخادعنا نجومنا في البلاد العربية والأفريقية حتى بدموعهم. بارعون هم في ذرف دموع التماسيح، وكم مرة رصدت بعضهم يبتسم بعد لحظات!

عندما تشاهد نيمار أو مولر أو روبن تشعر بأنهم محاربون في الجبهة، يدافعون عن ملايين ينتظرون فرحة، لذلك هم في القمة، ونحن في الدرك الأسفل.

المسألة عقل وإحساس وشعور بالمسؤولية، وليست تباهياً، ومظاهر، وتكديس المال في الحسابات البنكية.

دموع نيمار في مونديال البرازيل ذكرتني ببكاء الأسطورة مارادونا في نهائي مونديال إيطاليا 1990 عندما خسر اللقب لفائدة ألمانيا.

النجوم الكبار لا يبكون إلا في لحظات الصدق، ولا يذرفون أبداً دموع التماسيح، أما نجوم الورق فإن عواطفهم جياشة ويبكون حسب الطلب.

ونبقى في أجواء المونديال لأشير إلى أن المنتخب الجزائري خادعنا هو الآخر ولم يتعلم الدرس من مونديال جنوب أفريقيا، حيث لم يعرف كيف يتعامل مع أحداث المباراة الأولى، وأضاع فوزاً كان في متناوله. لم يقدر على الصمود 20 دقيقة ليرسم تاريخاً جديداً، ربما له وللعرب في نهائيات كأس العالم.

محاربو الصحراء سقطوا بسهام رفاق فلاميني في بيلو هوريزنتي، وعقدوا حساباتهم في التأهل إلى الدور الثاني، حيث باتت الآمال ضعيفة طالما أن المعنويات تلقت ضربة قوية. خسارة المنتخب الجزائري أمام بلجيكا أعادت إلى ذاكرتي هزيمة نسور قرطاج من إسبانيا في مونديال ألمانيا 2006، حيث كان التونسيون متقدمين في النتيجة بهدف جوهر المناري حتى الدقيقة 71 لينهاروا لاحقا أمام هيجان الثيران بقيادة توريس، وخسروا بثلاثية.

فهل منتخباتنا العربية غير قادرة على اللعب مباراة كاملة في كأس العالم؟

بل هل سنرى منتخبات عربية تتأهل إلى المونديال في روسيا 2018، وقطر 2022؟

فالمنتخب الجزائري هو العربي الوحيد الذي سافر إلى البرازيل، والجميع يعلم كيف تأهل في المباراة الأخيرة بشق النفس.

Email