أنا مفسّر وهو مسفر

قبل كل شيء يجب أن يعلم الدكتور مسفر أن المثل الذي يقول «الكلمة كالرصاصة» لم يعد لها وجود، فالكلمة اليوم في كل مكان، في تويتر وفي الجرائد والتلفزيونات، لكن يبقى لنا الحق في أن نقول «كلمتنا».

عزيزي القارئ، هذا مدخل بسيط للمقال حتى أجذبك لما أفكر به وأود أن أوصله لك، أو كما يقال هذا «بروتوكول» المقالات لذلك لا عليك من ما كتبت أعلاه وعليك في ما سأقول بعد نقطة نهاية السطر.

اتفقنا في برنامج رادار أن خروج مسفر من الظفرة له سببان، الأول ربما يكون مادياً وله الحق في ذلك، بعد أن قدم موسما يعد ناجحا بالنسبة لتطلعات وإمكانيات نادي الظفرة، والسبب الآخر هو حالة الجفاء بينه وبين الإدارة التي وصفها في يوم من الأيام أنها «صيفت» من الآن وهي في بيات صيفي قبل الجميع، وذلك مؤشر لخلاف «قد الدنيا» بين الطرفين.

عموماً أنا ذهبت بعد البرنامج إلى البيت وجلست أنظر إلى سقف الغرفة ووضعت نفسي في مكان الدكتور عبدالله مسفر، وقلت في نفسي ما يلي:

أنا قدمت موسماً استثنائياً مع دبا، وكنت قاب قوسين من إلغاء قاعدة الصاعد هابط، وبعد ذلك قدمت موسماً يراه الجميع ناجحاً مع الظفرة بغض النظر عن ترتيب الفريق فقد لعبت في المربع الذهبي لكأس الخليج العربي ورئيس الدولة.

ما هي الخطوة القادمة؟ سأطلب مبلغاً مالياً تراه إدارة الظفرة مبالغاً فيه نسبة إلى عقدي الأول وأطلب لاعبين أفضل بما أنني مدرب طموح وأثبت للجميع بأني أتطور وأقدم موسما ناجحا بعد الآخر، إذا رفضت الإدارة سأنسحب من هذا المنصب وأجلس في البيت «رجلاً على رجل»، خصوصا لأن اغلب الأندية المنافسة مستقرة على مدربيها وسأتمسك بالمبلغ الذي أراه مناسبا لي ويتناسب مع قيمتي السوقية.

وأنتظر بعد ذلك الجولة الرابعة أو الخامسة او بعد عدة جولات من الدور الأول، حيث تبدأ آنذاك موسم إقالة المدربين، وبذلك سأكون جاهزا لأدخل في معمعة الفرق الكبيرة التي تلبي رغباتي الفنية وطموحي الكبير قبل مطالبي المادية بحيث سأكون الخيار الأول بعد ان قدمت موسمين ناجحين ومطالبي المادية ليست كالمدرب الأجنبي، وبذلك أكون قد حققت ما أصبو إليه وفي الختام التوفيق من رب العالمين.

عموما، هذا مجرد تفسير قد أكون مخطئا فيه، وكما قلت للدكتور في بداية المقال إن هذا مجرد كلام والكلام لم يعد يقتل كالرصاص، وانت العب بمبدأ «خذ وخل» إذا كان تفسيري صحيحا اتصل علي واشكرني على ذكائي وحنكتي الخارقة في كشف المستور وان لم يكن كذلك فأنصحك بأن تقلب الصفحة لأن أخبار الدوريات الأوروبية تشهد تنافساً جميلاً لعلك تجد كلاماً أفضل مما كتبته.