ثلاثي الأبعاد

«نريدها حقيقية!!»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع التطورات الهائلة التي تعيشها الدولة في مختلف المجالات بما فيها الإعلامية فنحن جميعنا على يقين ونتفق بأن الإعلام الرياضي قفز قفزات مكوكية نحو الأمام، سواء المقروء أو المرئي أو المسموع، ولا يختلف اثنان بقدرة الإعلام على التأثير على الساحة الرياضية.

سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، ويهدف الإعلام من متابعاته وتحليلاته وانتقاداته لكل القضايا الرياضية تفعيل وممارسة دوره كشريك استراتيجي للرياضة الإماراتية مما يطرح تساؤلاً عن مدى قناعة المؤسسات الرياضية داخلياً بتلك النظرية.

فمن الملاحظ أن جميع المسؤولين سواء على مستوى الأندية والاتحادات وغيرها من المؤسسات الرياضية تؤكد تلك المقولة، وصدقوني لا يخلو مؤتمر أو لقاء مع مسؤول رياضي من التأكيد على الشراكة الإعلامية الرياضية، ولكن هل هذه الكلمات المكررة تعبّر عن قناعة داخلية أم أن الدافع الرئيسي هو الخوف من الإعلام وتطبيق مقولة أبعد عن الشر وغني له؟ ولن أدخل هنا في نفوس المسؤولين لأفنّد حقيقة تلك العلاقة.

ولكنني هنا لابد أن أؤكد على تمتع الإعلام بالحنكة والقدرة والاستيعاب على القراءة ما بين السطور وليس أدّل على ذلك من أننا وصلنا اليوم والحمد لله لمحطة أن الإعلام لا يكتب ما يقال حرفياً، فهو يعتمد على التحليل قبل الطباعة وهنا مربط الفرس الذي يجب أن يعيه الجميع إذا ما أردنا الاستفادة الحقيقية من الإعلام.

لذا، فالعلاقة يجب أن تقوم على الشفافية المتبادلة التي تسعى إلى تحقيق الإضافات المطلوبة وليس مجرد الانتقاد لمجرد الانتقاد واكتشاف الأخطاء ونشر الغسيل وأن الإعلام شر لابد منه، ولو تساءلنا عن الأدوار المطلوبة من كلا الطرفين لوجدناها تتمحور حول تفعيل مفهوم الحكمانية والتي تعتمد على المشاركة واحترام الرأي والعدالة والمحاسبة وتحمّل المسؤولية وغيرها لا يجب أن يتحمل كلا الطرفين ممارسة دوره المطلوب من دون حواجز وتعزيز الثقة المتبادلة للوصول لبيئة رياضية وإعلامية متميزة.

صدقوني إن ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو تواجد بعض الممارسات التي تعكّر صفو بيئتنا الرياضية سواء من الرياضيين أو الإداريين أو الإعلاميين والتي أتمناها من كل قلبي أن تختفى وأن تتحول علاقة الفلاشات إلى علاقة حقيقية، والشارع الرياضي اليوم أصبح يتمتع بقدر كبير من المهارة والمعرفة التي تمكنه من اكتشاف أن هذا الإعلامي يرّوج لمؤسسة أو شخص ما وهذا المسؤول يتشبث بحبل النجاة التي تؤمنه من هجمة الإعلام.

فهل يأتي اليوم الذي نرى فيه علاقة حقيقية وليست مجرد نزوة تنتهي بخروج الإعلاميين من قاعات المؤتمرات الصحافية أو الاستوديوهات، لننتظر ونرى!!

همسة: "لأن طموحي لا حد له... فسأظل أبدع ما حييت".

Email