المونديال وهاجس الإصابات
ما يقارب الشهرين تفصلنا عن الحدث الكروي الأبرز على وجه الأرض، كأس العالم لكرة القدم، الذي يستقطب اهتمام مليارات من المشاهدين ويمثل سوقاً للشركات العملاقة والماركات الشهيرة لكى تعرض منتجاتها خصوصاً الملابس الرياضية.
ونظراً لالتزام أبرز نجوم العالم لكرة القدم بعقود احتكارية من قبل العلامات البارزة في صنع الملابس والمعدات الرياضية، فإن اللاعبين أضحوا يشعرون بأقصى حد من الضغوطات في هذا الظرف الحساس..
فصورهم مطلوبة لتزويق اللافتات الإعلانية، وتواجدهم في المحفل الكروي العالمي بالبرازيل شهر يونيو المقبل يعطى رونقاً خاصاً لتلك المنافسات، إذ لا نتمنى أن نشاهد كأس عالم من دون كريستيانو رونالدو أو ميسي أو أنيستا أو راداميل فالكاو..
هذا الأخير الذي يخوض معركة ضد الإصابة اللعينة التي تعرض لها منذ أشهر وأيضا يخوض سباقاً من أجل العلاج والشفاء في الوقت المناسب، كما أن الجماهير الكولومبية التي غرقت في دموعها أبان سماعها بهول الإصابة في الركبة لنمرها المحبوب، تواصل التشبث بأمل صغير إلا وهو مشاركة فالكاو في المونديال.
تصوروا الحالة النفسية التي يمر بها النجم الكولومبي في هذه الفتر، ضغط شخصي لأنه لا يريد أن يفوت مشاركته الأولى في كأس العالم، وضغط شعبي من طرف أبناء بلده، وضغط آخر من الشركات التي ترعاه.
وفى الحقيقة فالكاو ليس الضحية الوحيدة التي قد نفتقد لإبداعاتها في المونديال البرازيلي بل القائمة قد تطول خصوصاً وأن ألمانيا بدورها تشكو من احتمال غياب ركيزتين في وسط الميدان وهما سامي خضيرة والكاي غوندوغان بسبب الرباط الصليبي الشهير ومشكلات بالظهر.
وليس ببعيد عن ألمانيا فالمنتخب الإنجليزي بدوره سيحرم من خدمات النجم السريع والكوت، بالإضافة إلى حارس أسبانيا فكتور حارس مرمى برشلونة الذي تعرض منذ أيام لقطع في أربطة الركبة...
و أخيراً كانت اللقطة التي أرعبت جماهير أتليتكو مدريد والمدرب سيميوني والجمهور الإسباني والعالمي واللاعب المعنى بالأمر كوستا الذي ارتطم بالقائم في مباراة فريقه الأخيرة،لكن من حسن حظه أن الجرح الغائر في الساق سيندمل بسرعة ويستطيع النجم الإسباني من أصول برازيلية مواصلة تألقه في دوري الأبطال وفي كأس العالم.
كل هذه الأحداث جعلت مستوى أبرز نجوم العالم ينخفض، فميسي مثلاً مردوده متذبذب رغم انه بإمكانه أن يقلب نتيجة مباراة بأكملها بنفسه مثلما فعل ضد الريال أخيراً، لكن لا يريد أن يجازف كثيراً، فالإصابة في الرباط الصليبي أصبحت دارجة أكثر من التواء بسيط في الكاحل.
كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم حسب تصنيف "فيفا" لم يتواجد في كاس أسبانيا ضد الغريم برشلونة، كما لم يشارك في المباراة الأخيرة في التشامبيونز ليغ ضد دورتموند والسبب الإصابة العضلية التي ألمت به والتي يريد أن يشفى منها تماماً.
الحسابات كثرت هذه الأيام في أذهان نجوم المستديرة، وفي الحقيقة تدبيرهم مشروع لأن شرف التواجد في المونديال شرف عظيم.