ومضات

لكل بداية نهاية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان الاعتقاد السائد للوهلة الأولى أن بايرن ميونيخ سيواصل تحطيمه للأرقام القياسية، وذلك من خلال تباريه في ديربي بافاري خالص يوم السبت الماضي ضد فريق أوغسبورغ.

فالعملاق البافاري لم ينهزم في الدوري الألماني منذ 53 مباراة وآخر هزيمة كانت في أكتوبر 2012 ضد ليفركوزن، لذلك لم يعط أبرز المراقبين أي إمكانية لفريق أوغسبورغ من أجل الخروج بنقاط المباراة، خصوصاً وأن هذا الفريق كان يفتقد لجهود لاعبين أحرزا وحدهما أكثر من نصف عدد أهداف الفريق هذا الموسم إلى غاية الجولة 29، وهما تيمو فرنر وأندري هان.

في المقابل بايرن قضى أسبوعاً صعباً من الناحية البدنية والذهنية حيث إنه أفلت من الهزيمة في الجولة 28 أمام هوفنهايم بعد تصدى الحارس ستارك لكرة مباغتة في الدقيقة 89.

ثم كان التحول إلى مانشستر حين واجه فريق اليونايتد في ذهاب ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، وفي تلك المباراة كان التعادل بطعم الخسارة للبايرن لأن الفريق سيطر سيطرة عقيمة وتأخر بهدف في بداية الشوط الثاني، رغم الفوارق في الإمكانيات البشرية بين الشياطين الحمر الذين يحاولون استعادة البريق والمجد وبايرن بطل ألمانيا وأوروبا الفريق الأقوى نظرياً.

وبغض النظر عن هذا التعادل فإن البايرن عانى من رجة نفسية يمكن القول إنها سلبية في الوقت الراهن بعد إقصاء شفاينشتايغر، وكذلك حصول مارتينيز على إنذار سيحرمه من مباراة العودة، إضافة إلى إصابة جديدة ولعينة لحقت منذ أيام بالمبدع ألكانتارا.

ثم جاءت مباراة البوندسليغا الأخيرة، يوم السبت الماضي، ضد أوغسبورغ التي خسرها الفريق وسط ذهول كبير الم بمتابعي الكرة الألمانية، لكن حسب تحليلي المتواضع فإن غوارديولا بحث عن هذا الإخفاق.

نعم، المدرب الإسباني بقدر ما كان يريد أن يواصل أرقامه القياسية في أول موسم بوندسليغا بقدر ما فكر في طريقة تزيد في رغبة اللاعبين بتحقيق المزيد من النجاحات والألقاب، كما أنه اطمأن على لقب الدوري منذ جولتين، فلماذا المجازفة في هذا الظرف الحساس، لذلك اعتمد على تشكيلة تضم أسماء من الرديف لم نسمع بهم من قبل على غرار صالحي وهويبيرغ وفايسر فحصلت الهزيمة.

وبكل تأكيد عبارة «الخسارة» وحدها مربكة وغير محبذة لدى جميع الناس، فما بالك لدى جماهير فريق حطم كل الأرقام ولا زال يطمح إلى المزيد مثل تحقيق اللقب الثاني على التوالي لرابطة الأبطال الأوروبية وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي ناد آخر في العالم في النسخة الحالية من المسابقة، كما أن غوارديولا يطمح لدخول الدائرة الضيقة للمدربين الذين أحرزوا لقبي شمابيونز ليغ مع ناديين مختلفين.

فبحث عن طريقة تدفع باللاعبين نحو مزيد من العطاء وتبرز للناس أن الخسارة آتية لا محالة، فمن الأفضل أن تحل الخسارة في مباراة تحصيل حاصل مثلما حدث ضد أوغسبورغ، على أن تنكسر قلوب أحباء البايرن وأولهم قلب الداهية غوارديولا الذي يعرف جيداً أن إحراز لقب الأبطال يبقى أهم إنجاز يحصل عليه أي رياضي ينتمي إلى عالم الكرة.

منذ سنوات قليلة بيب المدرب الإسباني أطاح بكتيبة السير فيرغوسون في ديارها البريطانية بالعاصمة لندن، تحديداً عندما قاد برشلونة إلى فوز تاريخي أمام مانشستر يونايتد في النهائي، واليوم غوارديولا يدافع على ألوان فريق آخر يشهد له بالقوة أينما حل هو البايرن، لكن مانشستر يونايتد يبقى بدوره عظيماً.. فلمن ستؤول الكلمة.

Email