ملل رونالدو وبساط انيستا

انشغلت كثيراً عن الكتابة، وكما قال لي أحد الكتاب المصريين الكبار «اترك لقلمك متنفساً»، وها أنا أعود إليكم من جديد، عموماً يقولون إن الكاتب في عصرنا لا يشتهر كثيراً في المجال الرياضي كما يفعل المحلل، وهي معلومة خاطئة، فلو يعلم الكاتب أن هناك من ينتظره بشغف لما تردد لحظة في الكتابة، حتى لا أطيل عليكم في المقدمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لكني أرى السبب الرئيس في ذلك أن عدم التفاعل مع الكاتب يقتل قلمه ويجعله يغرد آخر الليل في «تويتر» شعراً وغزلاً!

الملل سمة الإنسان، فها هو رونالدو وصل لمرحة الملل، بحيث إنه في مباراة دورتموند في دوري الأبطال مرر أكثر من خمس كرات بالخطأ للخصم والحكم والجمهور، رونالدو لديه العذر، فهو لعب أكثر من 40 مباراة حتى الآن، ولابد أن يأخذ قسطاً من الراحة، لذلك لم نشاهده في الكلاسيكو ومباراة الدوري وضد دورتموند في دوري الأبطال، رغم أنه سجل في آخر مباراتين، لكني أتحدث عن رغبة رونالدو وليس وظيفته!

ميسي هو الآخر فشل في أن يكون اللاعب الفلتة في مباراة أتليتكو مدريد، ذكرني بأحد لاعبي الحارة، كان يأخذ الكرة ويجري نحو الخصوم، وكان يكررها دائماً فأوقفه مدرب الفريق وقال له: «أنت تلعب بلاي ستيشن؟! ارفع راسك هناك عشرة لاعبين غيرك»، ضحكنا جميعاً وعم الفرح أنحاء الملعب!

هذا لا يعني أن ميسي لاعب «حواري»، لكن هنا تشبيه وتذكير بأن ميسي كان عائشاً في جلباب إنييستا في هذه المباراة، وحتى في الكلاسيكو الذي سجل فيها هاتريك من ضربتي جزاء، والدور البطولي لإنييستا جاء في الوقت المناسب ليخطف البساط من ميسي، ولا أريد أن أقول من تشافي أيضاً، لأنه لا يوجد بساط أو حتى «سماط» لتشافي هذا الموسم كما كان يفعل في المواسم السابقة.

بعد مباراة باريس سان جرمان وتشيلسي ظهرت صورة لاعب باريسي يدعى فاراتي وهو يؤشر على مورينيو ضاحكاً، تماماً كما يفعل الأطفال «وييو كليناهم»، والأغرب أن مورينيو لم يكترث للحادثة ووقف شامخاً ينظر أمامه. عموماً لو كنت أملك سلطة «بضم السين» لوضعت الصورة هنا «هنا» بدلاً من المقال، لما فيها من تعابير تنم عن شخصية اللاعب والمدرب.

شخصياً سالت نفسي حينها ماذا لو أخذت الصورة لمورينيو وقلت له ما رأيك بها؟ أنا متأكد أنه سيقول من هذا؟ لا أعرفه؟ يبدو أنه مشجع! فهو الوحيد القادر على الرد السريع الهزيل الساخر، والوحيد الذي يستطيع الفوز في مباراة الإياب حتى لو كان الخصم يمتلك كافاني وإبراهيموفيتش وغيرهما!