وجهة نظر

بين بطولتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما زال حلم آسيا يراودنا، وما زالت ذكريات استضافتنا للحدث في عام 1996 حاضرة في قلوبنا، حتى وإن كنا لم نحقق لقب القارة، ولكننا وصلنا للمتر الأخير من المسابقة، مع منتخب ضم أسماء لن تنساها كرة الإمارات مدى الدهر، يتقدمهم عدنان الطلياني، ومحسن مصبح، وغيرهم من النجوم الكبار، نجوم قدموا بطولة استثنائية عشنا تفاصيلها الرائعة، وهم يتخطون المنتخب تلو الآخر حتى وصلوا للنهائي، ولكن ركلات الترجيح لم تنصفنا يومها، والحظ لم يكن معنا، فطارت البطولة من يد المنتخب، الذي كان يستحقها أكثر من غيره، ولكن مع هذا كانت فضية آسيا هي التي فازت يومها بتتويج هذا المنتخب الذي أسعدنا كثيراً وطويلاً.

اليوم الإمارات تتقدم مرة أخرى بملفها على أمل أستضافة الحدث من جديد، والظروف الآن تختلف عن السابق مع دخولنا عصر الاحتراف وعصر الإعلام وعصر منتخب ذهبي يملك مقومات التربع على عرش آسيا، ولكن بشرط وهو المزيد من العمل والجهد، فمقارعة منتخبات أقصى الشرق الآسيوي، تختلف شكلاً ومضموناً عن مقارعة أبناء غرب آسيا، لذلك عندما يحين موعد كأس آسيا في أستراليا مطلع العام المقبل سنعرف جيداً أين موقعنا من خارطة الكرة الآسيوية..

ولعل تصريح المدرب الوطني مهدي علي بأنه يأمل أن يكون منتخبنا ضمن الأربعة الكبار في نهائيات كأس آسيا المقبلة يكون بداية إثبات النفس وعودة سمعة الكرة الإماراتية للواجهة من جديد، والجميل في تصريح المهندس مهدي هو الطموح العقلاني، فهو لم يقل سأفوز بكأس آسيا، ولكنه يدرك أنه يملك منتخباً جيداً هو من بناه وخاض معه صعوبات وتحديات كبيرة وكثيرة لذلك يدرك أنه قادر، بإذن الله، على المنافسة بشرط ألا يعرف الغرور والتعالي الطريق لقلوب اللاعبين..

وبشرط أيضاً أن نستمر في لعب مباريات ودية قوية بشكل متواصل تمنح المنتخب الإعداد الجيد لأستراليا حتى نذهب إلى هناك ونحن ندرك أن ما سنحققه هنا هو الخطوة الأولى في حال فوزنا بملف استضافة كأس آسيا 2019، علماً بأن الإعلان الرسمي للدولة المستضيفة سيكون على هامش البطولة في أستراليا. إذا لدينا هدف قصير الأمد ونحن مقبلون عليه بعد شهور من الآن وتحديداً في يناير من العام المقبل، ولدينا أيضاً هدف طويل الأمد نسعى بأن نحظى بشرف تنظيم المسابقة..

ومن ثم لكل حادث حديث، وهذه النخبة من اللاعبين بقيادة المهندس تعودنا منهم بفضل من الله أن نعانق الذهب، وأن نصنع الإنجازات ونتغنى بها، منتخب عودنا على الفرح، ولكنه عودنا أيضاً على العمل الشاق والجاد، ولذلك النتائج في الختام تكون على قدر العطاء، فالمثل يقول «لكل مجتهد نصيب»، ومشوار هؤلاء منذ الصغر شاق، ولكنه كان مثمراً في كل مشاركة يخوضونها (ما شاء الله)، والمزيد من العمل في الفترة المقبلة سيكون مردودها خير تتويج لكل السنين الماضية، فالقادم أفضل، بإذن الله.

Email