مويز مرة أخرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل لقاء الإياب أمام فريق أولمبياكوس اليوناني، وفي المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة، قال المدرب الإسكتلندي ديفيد مويز: "هذا أكبر فريق في العالم، رغم أن وضعه الآن ليس على ما يرام، ولكنه سيعود".

مويز بالطبع كان يشير للفريق الذي يشرف على تدريبه، وهو مانشستر يونايتد، الفريق الذي كان قبل انطلاقة الموسم الحالي هو فارس الرهان الذي لا يقهر في ملاعب الإنجليز، ولكنه لم يعد كذلك منذ أن حزم السير أليكس فيرغسون حقائبه وغادر مسرح الأحلام، ليخلفه مويز الذي يبدو أن لا حول له ولا قوة في هذا الانهيار الذي يعانيه الفريق.

ولعل الخسارة المؤلمة جداً من ليفربول بثلاثية نظيفة على ملعب اليونايتد، لعلها هي وضعت كل الملح على جرح الشياطين الحمر، هذا الفريق الذي يحتل حالياً المركز السابع في جدول ترتيب الدوري، هو نفسه من يحمل لقب المسابقة.

الإعلام في إنجلترا هاجم مويز بعد هذه الخسارة، وبدأ يتحدث عن إقالة المدرب، بل ذهب إلى أكثر من ذلك، وطرح بعض الأسماء التي من المحتمل أن تخلف مويز في حال إقالته، وبصراحة، لا أعرف إذا كان هذا توجه إدارة مانشستر يونايتد في الأيام المقبلة، ولكني أعرف جيداً أن اليونايتد صبر طويلاً على السير فيرغسون، عندما استلم مهام تدريبه حتى إنه كان مهدد بالهبوط في أول عام له في قلعة اليونايتد.

نعم، الآن الزمان اختلف، ونحن في عصر لم يعد فيه الصبر محموداً، والكل يريد النتائج الإيجابية بأسرع وقت ممكن، وديفيد مويز يقول إن عقده مع الفريق هو لست سنوات، ولكن يا مويز، هل تتوقع من جماهير اليونايتد أن تصبر عليك كل هذه المدة ؟

 خصوصاً وأن الأنباء الواردة من كواليس النادي تقول إن فيرغسون الداعم الرئيس لك بدأ بالتخلي عنك، رغم أنه لم يعلنها بشكل رسمي حتى اللحظة، ومن يلوم السير وهو الذي يرى فريقه البطل، والذي عندما يخسر فإنه يخسر بصعوبة، أصبح حتى اللحظة خاسراً سبع مباريات من أصل أربع عشرة مباراة منذ بداية العام الميلادي الحالي!

فهل هذا هو اليونايتد الذي بناه في أكثر من ربع قرن، والذي أصبح الآن مطمعاً لكل من يقابله! فهو لم يعد ذلك البعبع الذي كان، وأعتقد أنه سيحتاج فترة طويلة لكي يعود، لأنه واضح جداً أن مشكلة الفريق لا تكمن في المدرب فقط.

بل في حاجة الفريق للصرف وضخ مواهب جديدة قادرة على صناعة فريق جديد يملك روحاً جديدة، قادر على المنافسة والعودة، في زمن لم يعد هو ذلك الزمان، بل أصبحت فيه موازين القوى في إنجلترا مختلفة جداً، في ظل وجود فرق تقوي خطوطها باستمرار، عن طريق جلب أفضل اللاعبين والمواهب لها، يتقدمهم مانشستر سيتي وتشيلسي.

Email