ومضات

البناء للمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

من لا يفكر فى المستقبل فهو مغرور وعديم خبرة بخفايا الحياة هكذا تعلمنا من أسلافنا ووقفنا دائما على صحة كلام ذوي الخبرة منا بأن الزمن لا يؤتمن و يجب البناء لمستقبل زاهر ورغيد .

لا شك ان ألمانيا والعالم الرياضي ككل اهتز هذه الايام على وقع محاكمة رمز من رموز الكرة الاوروبية و رئيس النادي الالماني العملاق بايرن ميونيخ اولي هونيس الذ ي ادين بتهمة التهرب من دفع الضرائب وهى جريمة بشعة و مخجلة فى تلك الديار .

هونيس الذى اعترف بما نسب اليه صدر حكم بسجنه ثلاث سنوات و نصف السنة اضطر الى الاستقالة من منصبه كرئيس لنادي بايرن ميونيخ بطل ألمانيا وأوروبا والعالم سنة 2013 لتنتهي بذلك مرحلة مهمة من تاريخ النادي و الشخص على حد سواء امتزج فيها الحب والعطاء و الاخلاص فى العمل و ايضا الاخطاء على امتداد اربعة واربعين سنة قضاها هونيس لاعبا واداريا ورئيسا ...

ورغم هذه الدوامة فان استقرار البايرن و سيطرته المالية و الكروية على المشهد الرياضي الاوروبي و العالمي لن تهتز لان القائمين على هذا النادي و اولهم الرئيس المدان والمستقيبل اولي هونيس عرفوا كيف يخططون للمستقبل ووضعوا مصلحة ناديهم فوق كل اعتبار استقرؤوا المشاكل التى قد تحيط بهذا الصرح الرياضي فأخرجوا للعالم مثالا يحتذى فى طريقة التسيير الرياضي التي تعتمد على الكفاءة و الاخلاص و الوئام .

فى بايرن ورغم الاختلاف فى وجهات النظر لاأحد يتجرأ على تكوين لوبي من اجل الاطاحة بمسؤول معين وحتى ان وجدت مشاكل فانها تحل فى نطاق عائلي ضيق و الغسيل لايتم نشره لكي يتطلع عليه الرأى العام والجمهور الرياضي ...

هكذا أرادوا البايرن وعلى هذه القيم تتلمذ اولي هونيس ,هذا الرجل الذى كان لاعبا كبيرا و تعلم من مدرسة الحياة ليكون ثروة طائلة كرجل اعمال ناجح و كمضارب موهوب فى الاسواق المالية ,لكنه رغم جمعه لثروة تقدر بمئات الملايين من اليوروهات لم ينس ناديه و خطط صحبة رفاق دربه لمستقبل مشرق للعملاق البافارى بايرن فجلب كبار المستثمرين الالمان و الذين يسيطرون على الاسواق العالمية فى مجالات عملهم مثل اديداس ودوتش تليكوم و اليانز للتأمين و أودي للسيارات احدى شركات العملاقة فولكس فاغن , وأقحمها فى مجلس ادارة النادي لكي تتواصل مسيرة النجاحات رغم الهزات و الحالات الطارئة .

صفحة طويت فى اشهر نوادي المانيا بالحكم قضائيا على اولي هونيس بالسجن و ما يحسب لهذا الرجل شجاعته رغم الفضيحة حيث تقبل الحكم بدون ابداء اي رغبة فى الاستئناف .هونيس أجرم فى حق نفسه و بلده لكن ذلك لا يمنع من القول بانه معروف بعطائه الانساني اللامحدود, هذا الرجل ساعد رجالا كثيرين كانوا نجوما و انهاروا بسبب المقامرة و الكحول و المجون , كانوا على اعتاب التشرد لكنهم وجدوا فى اولي هونيس خير سند وقت الضيق ,فهل سيجد هو من يسانده فى محنته بالتأكيد نعم ...

 

«كلمة ختام»

اليوم وهونيس رحل بدون رجعة لدكة التسيير الرياضي اود ان اشير الى ان هذا الرجل صاحب الملامح القوية والشخصية القوية لم يتكبر على صحفي و مذيع مبتدأ عام 1999 عندما حاورته لاول مرة في احد فنادق تونس اثناء زيارة خاصة و مباراة ودية بين الترجي التونسي و بايرن الالماني ثم شاءت الاقدار ان نلتقي فى دانة الدنيا خلال معسكر تدريبي للفريق البافاري

و كان هونيس دائما مرحبا بي و بميكروفوني .. اللقاء الاخير كان منذ سنتين فى اليانز ارينا بعد فوز بايرن على شالكة فى الدوري ,طلبت كلمة من رومنيغه فتجاهلني بتكبره المعهود فى المقابل هونيس لم يخذلني بل تحدث الي فى حوار خاص لقناة دبي الرياضية مستعرضا جانبا من علاقته الرائعة بالامارات و بدبي تحديدا ..وداعا اولي

Email