كرة قلم

المهنة « لاعب محترف»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في برنامج تلفزيوني، كان معنا رئيس لجنة الاحتراف السعودي، الذي قال لي، سأذهب بعد الحلقة إلى أوروبا، لألتحق بفريق عملي في ورشة عمل عن الاحتراف. رجعت إلى دبي وحضرت بعدها بأيام، وكان مؤتمر دبي الرياضي، الذي كان فيه مورينيو، وغيره من علماء الكرة في الحدث، لكن بحثت عن أحد من لجنة الاحتراف المحلية فلم أجد أحداً، ربما استهوتهم المسألة، واكتفوا بالتصوير مع المشاهير!

قبل أيام أصبح السعودي سعود كريري أول لاعب محترف!

نعم الجملة صحيحة، لأن وظيفته في بطاقة الهوية "محترف كرة قدم" أي أنه حاله حال الموظف الحكومي، أو في القطاع الخاص.

كريري إذا ترك كرة القدم لا خيار لديه سوى أن يمول نفسه في مجال التدريب، أو يجد أحداً يتبناه، أو ربما يصبح محللاً!

لأنه لا يمارس مهنة سوى مهنة كرة القدم، لذلك ما سيحدث الآن في السعودية هو إنقاذ للاعب، واللعبة إن صح التعبير.

تخيلوا معي قليلاً، أيوجد أفضل من هذا التقدير؟ بعد أن خدم ناديه، ومنتخبة، ومثله في المحافل الدولية، وكبر، وأنهى حياته العملية، يصبح " لاعباً متقاعداً" يتلقى مبلغاً شهرياً، وهو جالس في بيته!

المسألة ليست سهلة للتطبيق لكن لا بد أن تحدث، فدخول لاعبي كرة القدم في نظام التأمينات الاجتماعية يجب أن يكون مدروساً، فاللاعب الذي يتقاضى سنوياً 4 ملايين درهم ليس من المعقول أن يحصل في أول سنتين على المبلغ كاملاً، كما هو معمول مع الموظف العادي، لكن يجب أن يكون هناك أسقف للمكافآت التقاعدية، أي أن من كان راتبة مع ناديه شهرياً 100 ألف درهم، سيحصل بعد التقاعد على 30 ألف درهم على سبيل المثال، علاوة على فرصة وظيفية في القطاع الخاص مثلاً كنوع من التقدير، وعلى هذا المنوال.

في رأيي أن وظيفة اللاعب يجب أن تبدأ من سن 18 حتى سن 35 سنة، وبعد ذلك وبموافقه اتحاد الكرة يحال اللاعب للتقاعد، أو حتى من يصاب بإصابة تنهي حياته الكروية، يمنح تقاعداً طبياً لأنه تعرض لإصابة أثناء ساعات العمل!

خطوة أتمنى أن تطبق لدينا بعد دراسة واطلاع على تجربة لجنة الاحتراف السعودية، وأيضاً النظام المعمول به في أوروبا حتى نستخرج نظاماً فريدا ًمن نوعه، كما تعودنا في شتى المجالات.

هذه الفكرة لم يكتشفها أحد وهي موجوده منذ زمن طويل في أوروبا، ولم يتم المطالبة بذلك من اللاعبين المحليين لأنهم في أغلب الأحيان يحصلون على راتبين، وهذا ما قد يخدمهم في فترة عمرية معينة فقط، وقد يولد لديهم مبدأ "لعبنا لعبنا .. ما لعبنا نرجع الدوام!"، لكن مع تطبيق مهنة المحترف سيجبر اللاعب بأن يخلص في مهنته الوحيدة، ويركز فيها ليس للمال فقط لأنه ستبقى مصدر رزقه.

وبعد ذلك لن يخرج لنا مدرب، ويقول، لن أستطيع أن أدرب هذا الفريق، لأن نصف اللاعبين "مداومون" في الصباح، "ومحترفون" في المساء!

 

Email