كل حين

الوصل في العناية المركزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعراض المرض لها مؤشرات وملحوظة ومنذ سنوات ، وكان ومازال الجميع يتحدث عنها في العديد من المناسبات ، غابت المواهب وغاب الوصل وغابت البطولات ، لاشك أن الوصل يعاني ويعاني كثيراً ، ويتألم باستمرار ومنذ زمن ، وأصبح الحال الحالي وكأنه مرض مزمن ، والوصل الحالي في شبه غيبوبة ويستفيق للحظات ، وما يلبث أن يعود ويغيب وينام في سبات ، فهل يستفيق أم يظل النفس في ضيق ؟ ويبدو أنه بدأ يتدهور إلى القاع العميق ، فهل استعصى التشخيص على الجميع ولم يحالفهم التوفيق ؟

تم عرض الوصل على العديد من الأطباء من القادة والمدربين والمدراء ، علماً بأن منهم علماء وخبراء وأصحاب شخصيات وروئ وآراء ، ومع ذلك تتوالى الإدارات وتتكرر الحوارات وتتنوع الاستشارات وتتعدد القرارات ولكن لا توجد مستجدات ، فهل هو الحظ العاثر أم أن هناك اختلاقا وعدم تناصر ؟ وهل هناك عجز وانقسام أم هو واقع واستسلام ؟ وهل هناك ضعف وتكاسل ، أم أن هناك عدم مبالاة وتجاهل ؟ لاحظنا أن الكثير مهتم بالوصل من داخل النادي ومن خارجه ، وكلٌ يدلي بدلوه ، والجميع يحب الوصل صديقه وعدوه ، ولكن بدون تشخيص لن يكون هناك تصحيح ، وبدون واقعية لن تكون هناك خطة حقيقية ، أعتقد أن الوصل مستعجل ، وفي العجلة الندامة وفي التأني السلامة ، العصر عصر احتراف ، وبدون اعتراف لن يكون هناك احتراف .

كافة الأندية دون استثناء تتقدم ، ومن لا يتقدم يتأخر ، وهذا هو ما حصل ، وهو الحال الذي وصل إليه الوصل ، وأصبح غريب الأطوار في الإدارة وفي الإرادة وفي الأداء وفي الأدوار ، وبعد أن كان لا يغادر القمة وفي كل الألعاب وليس كرة القدم فقط ، أصبح الوصل البطل يترنح حول الوسط ، ولا أعتقد أن أحدا يريد أن يسمع أنه قد سقط ، وأنه إلى دوري الهواة قد هبط .

النادي الضعيف والهاوي لا يقوى على مقاومة الأقوياء ، المحركات الجديدة والمتطورة هي المطلوبة وليس المحركات المستعملة والمستهلكة ، فما بالك بالمحركات المعطلة والمخردة ، والنادي الاحترافي القوي يقف على أربع قواعد ، أساسها المواهب الواعدة ، وقمتها القيادة الاستثنائية، وقوتها الكفاءة المالية ، وقيمتها في الإدارة الاحترافية ، وتحركها كلها الجماهير الواعية ، والمعادلة عبارة عن خطة محكمة وجهد معركة ، والناتج لاشك سيكون التميز في النتائج .

ولذلك الوصل بين أندية المحترفين تاه ولم يصل ، ظفر به الظفرة ، وتركه الجزيرة في حيرة ، كما تركه الوحدة لوحده ، وتخطاه بني ياس المبني على أساس ، والعين عليه من أهل دار الزين ، والنصر عليه انتصر ، والأهلي فوق الوصل معتل، والشباب متقدم عليه بالشباب ، والشارقة مبتسم لكن الوصل منهزم ، ورغم أنه مازال عند الوصل هذا الموسم أكثر من فرصة ، ولكن أندية المؤخرة متربصة ، الإمارات صامد باسم الإمارات ، وعجمان منفجر مثل البركان ، والشعب إذا أراد الحياة فهو صعب ، وحتى دبي عنده فرصة ليبقى حياً .

الحقيقة أن مواسم الوصل انتهت مع العسل ، ولا بد من الهدوء في العمل ، سابقاً لم يكن الوصل لقبه الإمبراطور ، لكن فعلا ً كانت له هيبة الإمبراطور ، و معروف عند البعض بأنه في كافة الألعاب مثل الجراد أصفر ويأكل الأعشاب ، الأخضر واليابس وحتى التراب ، وعلى ذكر التراب ، نتذكر التِبر ، وهو تراب الذهب ، والوصل أصفر ولونه ذهب ، والذهب ذهب قيمته فيه ، وبغض النظر عن من هو قائم على قمته أو جالس على طاولة إدارته أو يعمل ويلعب في ملعبه ، ولو وصل منهم من وصل أو ذهب منهم من ذهب ، ذهب الوصل عليه شوائب ، والمعادن الأصيلة تحتاج نقدا ولهبا ، وسيعود الوصل كما كان وأفضل ، يلعب في الملعب و سيحرز اللقب ويرفد المنتخب .

Email