اللهم اجعل هذا البلد آمناً

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أيام قليلة، أتيحت لي الفرصة لكي ألتقي أحد اللاعبين الشهيرين الذين دخلوا تاريخ كرة القدم، إنه أليساندرو كوستاكورتا، مدافع نادي ميلان ومنتخب إيطاليا السابق الذي أحرز كل الألقاب مع ناديه الإيطالي، زيادة على تحطيمه الرقم القياسي في خوضه مباريات رابطة الأبطال، وسنه تناهز الحادية والأربعين.

كوستاكورتا زار دبي هذه المرة ليس كسائح كما دأب على ذلك مع العائلة، ولا كلاعب مثلما فعل في السنوات الماضية مع نادي ميلان لخوض معسكر شتوى، بل جاء ليحضر طواف دبي للدراجات، لأنه يعشق هذه الرياضة، وكذلك من أجل الترويج لمشروعه المقبل، وهو عبارة عن مصحة رياضية تعنى بإصابات الرياضيين.

أثناء إجراء الحوار الخاص الذي سيُبث بإذن الله في الأيام المقبلة على شاشة دبي الرياضية، التفت كوستاكورتا، وقال «أهنئكم بالأمن والأمان الموجدين في الإمارات»، وأكمل في سياق حديثه أنه يسعى دائماً لقضاء إجازته الخاطفة بصحبة زوجته وابنه البالغ من العمر تسع سنوات في دبي، نظراً إلى الراحة النفسية التي تنتابه كل مرة يأتي فيها.

ربما هي كلمات عابرة، لكن عند التمعن فيها، هي صادرة من لاعب طاف العالم، وشارك في كل البطولات العالمية، منها كأس العالم في الولايات المتحدة سنة 1994، وكأس العالم للأندية في اليابان منذ ستة أعوام بطوكيو اليابانية.

هؤلاء المشاهير أمثال كوستاكورتا ثرواتهم تقدر بالملايين، وشهرتهم عالمية، لكن لا شيء يضاهي راحتهم النفسية وراحة أهاليهم.

هذا الهدوء والسكينة والاستقرار وجده بعض المشاهير في هذا البلد الطيب الآمن المضياف، أمثال الأسطورة دييغو مارادونا الذي قالها لي صراحة منذ ما يقارب السنة، أثناء زيارة خاصة له في بيته بنخلة جميرا، من أجل إجراء لقاء تلفزيوني «في دبي أشعر بأنني رجل هادئ و متوازن»، شعور لم يعرفه ابن بيونس إيرس من قبل.

الحارس الكبير لمنتخب إيطاليا في التسعينيات، ومدرب نادي الجزيرة الحالي والتر زينغا، كان مشوش الأفكار خلال الصائفة الماضية، لأن النصيب انتهى مع نادى النصر، ولأنه حصل على بعض العروض من خارج الدولة، لكن عائلته الصغيرة لا تريد أن تغادر أرض الإمارات، وهمس لي ذات يوم بأنه باع كل أملاكه في إيطاليا، وينوي الاستقرار نهائياً في الإمارات.

مشاهير الرياضة العالمية أصبحت تربطهم علاقة حب وود واحترام لهذا البلد، فهؤلاء بإمكانهم الحصول على العيش الرغيد أينما ذهبوا، بفضل أموالهم الطائلة، لكن الأهم لديهم الراحة النفسية، والأمان الذي تنعم به الإمارات،

ولعل أفضل مثال أختم به هذا العمود هو وجود نادي مانشستر يونايتد حالياً في دولة الإمارات، وبالتحديد في أحد منتجعات دبي، من أجل معسكر خاطف اختار مكانه المدرب ديفيد مويس، لإرجاع الثقة والهدوء إلى أذهان لاعبيه، بعد فترة من الانتكاسات والهزات فى البريميرليغ.

 

 

Email