ومضات

بيكهام المالك

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد تجربة ناجحة في الدوري الأميركي للمحترفين كلاعب مع لوس أنجلس غالاكسي، جنى منها ما يقارب 150 مليون دولار، ها هو الفتى الذهبي للكرة الإنجليزية سابقاً ديفيد بيكهام، يدخل غمار تجربة جديدة وصفها بأنها الأهم في مسيرته المهنية.

النجم السابق لمانشستر يونايتد وريال مدريد وميلان وباريس سان جرمان ولوس أنجلس غالاكسي، كان دائماً الرمز للاعب الكرة الذكي، والمنظم الذي استطاع أن يكوّن لنفسه شبكة علاقات دولية قوية مكونة من رجال المال والأعمال والسياسة والصحافة، جعلته محمياً من الهزات التي أصابت الكثيرين من اللاعبين الموهوبين أكثر من بيكهام، ودمرت مسيرتهم وحتى حياتهم الشخصية.

كل شيء كان مدروساً، ولا يزال كذلك في حياة الأيقونة ديفيد بيكهام، فقد استطاع أن يكوّن عائلة ويحافظ عليها، برغم أنه متزوج بفنانة ومصممة أزياء، كان دائماً مثالاً لرب الأسرة الصالح، وحاول أن يربي أولاده بطريقة جديدة، من الممكن تسميتها بساطة الأثرياء، بيكهام لم يكن مراوغاً مهارياً على ميادين الكرة، لكنه كان كذلك مع بعض الصحافيين المختصين في نشر فضائح المشاهير.

اليوم بعد تجربة كلاعب يدر الذهب أينما مر، دخل ديفيد بيكهام غمار فصل جديد، اعتبره هو شخصياً الأكثر حساسية في حياته، فهو أعلن منذ بضعة أيام أنه حصل على الترخيص اللازم من الرابطة العليا لكرة القدم في الولايات المتحدة، لتكوين فريق كرة قدم في ميامي - بولاية فلوريدا.

هالة إعلامية، وثناء من طرف رئيس بلدية ميامي، وسعادة من جانب القائمين على الكرة في بلاد العم سام، فهذه الخطوة ستزيد دون شك في الاهتمام بـ«السوكر» (تسمية كرة القدم في أمريكا)، في مدينة تعيش فيها جالية لاتينية كبيرة العدد، ومتيَّمة بحب الكرة.

بيكهام لم يدخل في حياته مشروعاً كلل بالفشل، فهو جنى مئات الملايين من الدولارات، لأنه كان بمنزلة الموظف عند كبرى الأندية والشركات العملاقة التي استعملت صورته للإشهار، لكن اليوم الأمر يختلف، فالرجل مطالب بتوفير السيولة اللازمة لضمان سير عمل نادي الكرة الذي سيملكه، كما أنه مجبر على العثور على مكان رائع من أجل بناء ملعب خاص.

ذكاء بيكهام، وشعوره بكبر المسؤولية، وتضخم التحدي جعلته يطوّق نفسه بنخبة من الأصدقاء الأثرياء الذين لهم وزن في مدينة عالمية مثل ميامي، أحد هؤلاء نجم كرة السلة والمليونير ليبرون جيمس لاعب ميامي هيت الذي لم يُعرف عنه في السابق أي اهتمام بالساحرة المستديرة، لكن بيكهام الذي أقنع في السابق رجال أعمال كباراً أمثال برلوسكوني وفلورنتينو بيريز، وملّاك باريس سان جرمان، ولوس أنجلس غالاكسي لن يصعب عليه كسب ود صديق اليوم، وربما مستثمر الغد.

المأمورية صعبة وحساسة للغاية، فمدينة ميامي كانت في السابق تمتلك نادياً للكرة، انقرض منذ ما يقارب العشر سنوات، و لا أحد خطا خطوة بيكهام، وهي الاستثمار في نادٍ للكرة، برغم وجود شركات أميركية، هوايتها صيد فرص الاستثمار في الأندية الرياضية.

فحظاً سعيداً ديفيد في هذه المغامرة.

Email