كرة قلم

«غيركم جرب.. وضبطت معاه»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أحب الحديث عن التحكيم، ليس لأنني لا أفهم، بل أنا وجميع من يتابع الكرة يفهم في أمور التحكيم، الموضوع لا يعتبر علماً أو أن الحكام يفعلون شيئاً لا يستطيع أحد فعله، هناك قانون وهناك حالة ويجب المقارنة بينهما فلماذا لا نتحدث؟ لاعب يضرب الكرة بيده أمام الجميع، فما الصعب في ذلك إن قلت عنها ضربة جزاء؟

الغريب أن بعض المحللين عندما يسأله المذيع عن حالة تحكيمية يقول: أنا لا دخل لي في هذه الأمور! على أساس أن الحكم يدير مباراة في الكريكيت وهو يحلل في كرة القدم!

لا علينا، في الجزائر وفي واقعة حقيقية، حذر رئيس أحد الأندية حكومته من حدوث مجازر بسبب أخطاء التحكيم! نعم مجازر، وحتى لا تفهمني بطريقة خاطئة فهو يقصد أن الجماهير ربما تتعارك وتتشابك بالأيدي، فالأول سيقول «بلنتي» والآخر يقول لا ويخرج الأول السيف من غمده ويغرسه في بطن زميله! لذلك حذر الرئيس من نشوب مجازر، بعد أن أقصي فريقه من كأس الجزائر بسبب أخطاء تحكيمية فادحة.

«يا نهار مش فايت»! تحولنا من مقولة «الحكام بشر» إلى «الحكام يتسببون في مجازر»!

في هذا الأسبوع أيضاً في إحدى الدوريات النسائية لكرة القدم في أوروبا تحرش حكم بلاعبة! لا داعي لشرح طريقة التحرش وماذا فعل، لكنها جرته إلى مركز الشرطة وفتحت ضده بلاغاً وفضحته «آخر فضيحة»! لا أعلم بماذا أجاب عندما سأله المحقق؟ لكنني موقن بأنه قال الجملة الشهيرة «أنا بشر مثلكم»! يا للهول يا للهول!

بداية الأسبوع وبالتحديد في مباراة النصر والعروبة في دوري عبداللطيف جميل السعودي، رمى أحد لاعبي العروبة الكرة من على خط التماس إلى منطقة الجزاء، وكانت باتجاه المهاجم الذي كان خلفه مدافع يمسك قميصه على طريقة «شد الحبل»، وعندما ارتفعت الكرة ضربها بيده على طريقة لاعبي كرة الطائرة، ولولا الخوف من كلام الناس لأمسك الكرة وركض إلى مرمى العروبة على طريقة لاعبي الركبي، وقفز في المرمى مسجلاً هدفاً جميلاً، تخيلوا لو حدث ذلك؟ فهناك من سيقول إن مارادونا سجل هدفاً بيده في كأس العالم «شمعنى حلال عليه وحرام علينا؟»، والحكم بشر ويجب أن يخطئ لأن جمال كرة القدم في أخطائها.

كذبوا علينا بهذه المقولة حتى تحولت الأخطاء إلى كوارث تتسبب في ثورة بين الجماهير، أو ربما تتسبب في مجازر كما حذر الجزائري، وإذا تحدث إداري عن حق فريقه المسلوب قالوا إنه يريد أن يخرب «بيت التحكيم»، وإذا تحدث مشجع قالوا «انظروا ماذا يفعل التعصب!»، وإذا تحدث كاتب أو محلل يقولون «اخرس يا عميل!».

لذلك أي شخص من اليوم فصاعداً إذا أخطأ في أموره الحياتية، سواء مع مديره أو مع زوجته أو في أي أمر ما، يجب أن يجعل عذره الأول «أنا بشر»، لأن غيركم جرّب هذا العذر «وضبطت معاه»!

 

Email