وجهة نظر

سهرة خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

دائما تأتي مباريات كأس رئيس الدولة لتكون حماسية وجماهيرية، وبعيدة كل البعد عن أي توقع وعن أي مقياس، ومن يقول إنه يستطيع أن يتكهن بنتيجتها فإنه يعلم دائما أن هناك بعض الشك في توقعه هذا، وفي نصف نهائي هذه المسابقة يضرب الأهلي موعداً مع الظفرة والنصر مع العين، مباراتان لا تستطيع أن تفكر للحظة من سيتأهل منها.

الأهلي الأفضل هذا الموسم فنيا وتنظيميا، يقابل فريق الظفرة الذي أثبت من خلال مدربه الدكتور عبد الله مسفر أنه لا يمكن الاستهانة به، وأنه من الفرق التي تتطلع لمثل هذه البطولات التي ليست بنظام الدوري لكي تحقق شيئا ما، وما وصولهم لهذا الدور المهمة إلا لأن لديهم ما يريدون أن يثبتوه، وربما هدفهم هذا الموسم هو تحقيق لقب الكأس، ولكنهم يدركون أن كل المباريات التي خاضوها سابقا في كفة ومباراتهم مع الأهلي في كفة أخرى، لأن الأهلي هو الآخر يريد البطولة واللقب الغالي والفرسان الحمر من الصعب أن يتنازلوا عن النهائي، بعد أن أصبح على بعد خطوة من تحقيق بطولة هي الأغلى على قلوبنا.

وعلى الطرف الآخر هناك أحلام أخرى تراود عشاق اللون الأزرق وعشاق اللون البنفسجي، فالمباراة ستجمع بين فريقين من أعرق الفرق في الإمارات وهما العين والنصر، نعم الفريقان يعانيان من هبوط وصعود في مستواهم الفني هذا الموسم، ولكن تبقى هذه المباراة مفتاحهم لتحقيق ما يفرح جمهورهم وما ينسيهم إخفاقات الموسم، فالفوز والصعود للنهائي سيكون الانطلاقة من جديد للفريقين نفسيا وفنيا، خصوصا النصر الذي لم يصل لهذه المرحلة من البطولة منذ زمن بعيد، ولا شك أن هذا يعني الكثير لإدارته ولجمهوره الذين يعتبرون متعطشين لبطولة أكثر من أي فريق آخر، ولا شك أن عودة النصر لدرب المنافسة ثم تحقيق الألقاب سيعود بالكثير عليه وعلى كرة الإمارات بشكل عام، لما يعنيه العميد على الساحة المحلية، إدارة الأزرق عملت كثيرا في الفترة الماضية وآن الاوان للاقتراب من تحقيق فرحة تعم جماهيرهم الغفيرة التي لم تتخل عن الفريق يوما ما، أما عشاق البنفسج فهم أيضا يريدون النهائي ويريدون الكأس وتعويض موسمهم ببطولة ترضي جمهورهم، فالعين عودنا دائما أنه لا يغيب طويلا عن البطولات وأنه فرس الرهان كلما حانت له الفرصة.

دور نصف النهائي هذا يأتي وسط ظروف غير طبيعية للنصر والعين، ولا نعرف من سيحالفه الحظ لتخطيه، ولكن نعلم أننا على موعد مع لقاء من العيار الثقيل ومن الزمن الجميل، الذي سيكون بمثابة سهرة خميس للساحة الكروية، سهرة سيستمتع الجميع بها حتى ولو أخذت طابع مباريات الكؤوس من حيث الحذر والالتزام لكنها تبقى مباراة فيها فرصة لا تعوض للطرفين، مشاهدة ممتعة لكم جميعا.

Email