هل سمعت يوماً عن نظرية نصف الكوب الفارغ والمليان..
سأفترض أنك تجاوبت معي وأنك سمعت عنها مراراً وتكراراً حتى ملت أذنك من سماعها، ولكن مهلاً ما الدروس المستفادة من هذه النظرية.
من ينتقد.. يقال له لماذا ترى الأمور من الجزء الفارغ من الكوب.. عليك بالجزء «المليان» فإنه الأجدر بمطالعته وتذوق حلاوته.
وبالمناسبة لا أصدق هذه النظرية ولا أحبها إطلاقاً، لأنها عديمة الطموح تقتل فينا محاولاتنا الدائمة للإبداع والنجاح.. لماذا علينا أن نفكر في الفراغ من الأساس.. لماذا لا نجعل الكوب ممتلئاً وتكتمل حينها الصورة بعنوان التميز.
وأكاد أجزم أن سياسة المركز الأول لا تعترف بنظرية الفراغ البائس من الكوب، ولا تقبل بنتائجه، لأنها تؤدي إلى الركود والاكتفاء بالنجاحات السابقة.
وهذا للأسف ما ينطبق على بطولة الكأس، هذه البطولة الغالية على قلوبنا ولكنها للأسف تعاني جماهيرياً، وفي أحيان كثيرة لا تحظى بمتابعة الغالبية خصوصاً في الأدوار الأولى مثل دور الستة عشر والثمانية وأحياناً الدور نصف النهائي.
يعني أقولها من باب الصدق والصراحة.. هذه البطولة لا نكترث لها تسويقياً إلا في النهائي الذي تجده مفعماً بالحيوية والنشاط والخطط الإعلامية ودخول الشركات الخاصة لتحفيز الجماهير، والتي غالباً ما تأتي للمشي على سجادة النجومية.
يذكرني هذا المشهد بالمسلسلات الخليجية التي تشاهد فيها أنواع الدراما والتعقيدات في جميع الحلقات، وفجأة تجد الحلقة الأخيرة مناسبة جميلة لتناسي الأخطاء يرتدي فيها طاقم العمل أبهى حلله.. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
الأوضاع تكاد لا تصدق فعلاً.. ألا تستحق الجماهير أن نجتهد من أجلها ونعمل لها سحوبات قيمة وفقرات تناسب جميع أفراد الأسرة في دور الثمانية مثلاً؟ المشجع لا يحتاج منك سوى بعض التحفيز، حتى ولو كان السحب على سيارة موديل 2008.
هذا الموسم وفي دور الثمانية من الكأس حارت الجماهير فعلاً وتفاجأ الوسط الرياضي بجرعة زائدة من المباريات، وكلها في نفس اليوم.. وبعد دخولنا للدور نصف النهائي وصلنا خبر إقامة مباراة الأهلي والظفرة عند الرابعة عصراً في يوم عمل رسمي.. ولا أدري هل ستأتي الجماهير بالطائرات المروحية حتى تختصر المسافات؟
بالله عليكم، موظف من دبي يشجع الأهلي.. وموظف آخر من المنطقة الغربية يؤازر الظفرة، كيف يشجع كل واحد منهما فريقه وهو ملتزم وظيفياً.. أضف إلى ذلك بعد المسافة لأكثر من مائة كيلومتر.. «سؤال بريء» لعبة كرة القدم هل وجدت من أجل المنظمين أم من أجل المشجعين؟
الإصبع السادس:
النصف الفارغ من «الكأس» أخذ في الاتساع.. وعليكم بتغيير النظرية.