في البرازيل أظهرت التحقيقات الكروية صورة قاتمة عن عمليات بيع اللاعبين والمتاجرة بهم بطريقة فظة وغريبة لا ترتقي أبداً للحس الإنساني وهذه المعضلة التي تواجه شباب البرازيل ليست وليدة اللحظة وإنما هي امتداد لعبودية الزمن الغابر في بلاد السامبا
ولعل من القصص العجيبة التي تعبر عن ذلك قصة فيدومار بورتو الذي كان يعمل حارساً ليلياً في نادي آفاي البرازيلي ولكنه لم يستلم راتبه لعدة أشهر فقرر مقاضاة النادي في المحكمة التي أمرت النادي بدفع رواتب فيدومار المتأخرة لكن النادي كان مفلساً!
وأمام هذا الوضع المربك لم يجد النادي سوى أفضل لاعبيه كلوديومير ليسلمه شخصياً للحارس تعويضاً عن رواتبه المتأخرة ليكون بجانبه أينما حل وارتحل! ليجد اللاعب نفسه في لعبة المقايضات دون أن يعلم والطريف أن الحارس الليلي تعلم الدرس وارتدى فيما بعد قبعة السماسرة وباعه أخيراً لأحد الأندية المنافسة دون الاكتراث بتوقيع اللاعب "لعقدين" أو تجاوزه "لسقف البيعة" بل كان جل اهتمام الحارس المسكين أن يقبض راتبه وكفى!
وبالطبع قصة النادي البرازيلي الخارجة عن الإطار الإنساني لا توجد في مجتمعاتنا العربية ولله الحمد كما نسمع ونرى ونشاهد.. وصحيح أن كرة السامبا لا يعلى عليها من الناحية الفنية ولكن بعد أن تتفحص دهاليزها ستجد من ينهش جسد الكرة البرازيلية!
أما في الوضع المحلي فأجدني داعماً لملف المبادرة الخضراء التي خرجت من نادي الشباب والتي تهدف لإعادة توازن البيئة الاحترافية في دورينا، وأتوقع أن هذه المبادرة لها مناصرون كذلك من بعض الأندية الغنية وليست فقط الفقيرة!
همسة لبعض إدارات الأندية صاحبة القرارات التعسفية في حق بعض اللاعبين المواطنين لا تستهينوا بدعوة المظلومين منهم، لأن اللاعب لا يُمثّل نفسه فقط وإنما يتضرر معه جميع أسرته كذلك.. والعجيب يخرج بعض الإداريين بتصريح لماذا لا ننجح في مشوارنا!
الشارع الرياضي بأكمله ينتظر قرارات الجمعية العمومية القادمة وما ستسفر عنه من نتائج! ولكي أكون واضحاً ودقيقاً فيما أكتبه الشارع الرياضي أصبح ينتظر قرارات تطبيقية في موضوع الحكم الخامس والتجنيس المعلب!
الإصبع السادس
السمعة الطيبة من أجمل الاستثمارات الإنسانية.. وتوقيع إسماعيل كان على «بياض القلب»!