كلنا نعلم أن قرار مشاركة اللاعب الآسيوي في دورينا، أتى تماشيا ًمع قرار الاتحاد الآسيوي 3+1، أي السماح للأندية بالتعاقد مع ثلاثة أجانب، إضافة إلى لاعب آسيوي حتى ينتعش سوق الطلب في القارة الصفراء، ولكن خرجت أصوات كثيرة في الآونة الأخيرة تقول إن السوق الآسيوي ناشف، ولا يوجد به لاعب سوبر ستار، نظراً لأن قارتنا المسكينة ليست كباقي أقرانها من ناحية عدد النجوم الموهوبين!
وأمام هذه النظرة اتجهت أغلبية أنديتنا إلى مشارق الأرض ومغاربها، بحثاً عن لاعب آسيوي يسد الرمق الكروي، سواء من أستراليا وأوزبكستان وكوريا واليابان، إضافة إلى دول مجلس التعاون، ولكن لم تحصد هذه التجربة النجاح الكامل، وفشلت معظم أنديتنا في إيجاد ذلك المحترف، الذي ينتشل الفريق من محنته!
وبالطبع تحت هذه المحنة تفتقت أذهان بعض مسؤولينا الرياضيين، ليجدوا ثغرة حميدة، تعطيهم الراحة والسكينة من هذا الصداع الآسيوي، فذهبوا لتجنيس اللاعبين البرازيليين والتشيليين، ومنحهم الجواز الفلسطيني، ليس دعماً للقضية الفلسطينية ولكن تماشياً مع قرار الاتحاد الآسيوي!
هنا أنا لست ضد الأندية في هذه الخطوة، فالتجنيس واقع موجود في كل مكان، ولكنني ضد الالتفاف حول القوانين وإيجاد حلول، تبعد كلياً عن الهدف الرئيس من قرار الاتحاد الآسيوي!
أول الأندية التي بدأت بهذه الخطوة الأهلي عندما قدم التشيلي خيمينيز، وحصل بعدها على الجواز الفلسطيني، نظراً لجذوره، وأنه من سلالة المهاجرين في تشيلي، وبعدها أطل علينا خبر محترف الوصل التشيلي بوتش، وأنه حصل على الجنسية الفلسطينية مع لاعب نادي الشباب المحترف البرازيلي إيدير، ولكن هذه المرة من دون ذكر جذورهم المزعومة!
لماذا لا نحاول التعاقد فعلاً مع صفوة لاعبي آسيا، بدلاً من تعبئة تشكيلة منتخب فلسطي! إذا كنا نرغب فعلاً بالاستفادة من هذا القرار، فعلينا التعاقد مع هوندا نجم المنتخب الياباني، وإي سي ميلان الإيطالي! أو اللاعب الياباني يوشيدا لاعب شالكه، بل هنالك لاعب ياباني مبدع قادم بكل قوة، لم يتجاوز سعره 500 ألف يورو، والآن يحترف في ربوع ميونيخ 1860 اسمه أوساكو!
نحن للأسف نبحث عن الأرخص والأسرع، ولا نبحث عن الخامة الآسيوية، التي تفيد الفريق، ومثل هذه التصرفات تؤدي إلى تفريغ القرار الآسيوي من مضمونه، وهي ضد مساعي البيت الآسيوي لتطوير اللعبة، ويكشف بنفس الوقت ضعف الجمعية العمومية الآسيوية في طرح الواقع على طاولة النقاش!
رسالتي الأخيرة للاتحاد الآسيوي، الذي يجب أن يكون أكثر صرامة في مثل هذه المواقف، ويسن قانوناً جديداً يلزم الأندية عدم إشراك اللاعبين ذوي " التجنيس المعلب " إلا بعد مرور خمسة مواسم!
الإصبع السادس:
في ظرف شهرين فقط أصبح للمنتخب الفلسطيني ثلاثة مهاجمين أجانب من دورينا.. هكذا يكون العطاء الكروي .. وإلا فلا!