يسألني أحد الإعلاميين الخليجيين عن مستوى مدرب منتخب الكويت الوطني لكرة القدم الجديد، جور فان فيبرا، بعد 3 أشهر من تسلمه مهمة قيادة الأزرق والأولمبي خلفاً للصربي غوران توفاريتش، فأجبته على الفور أنه من المدربين الجيدين أصحاب الشخصية القوية، " رغم حماسته الزائدة في بعض المباريات"، لأنه بدا عليه واضحاً، أنه يعمل وفق إمكانات لاعبيه من دون تهور أو اندفاع هجومي غير مبرر، وتطبيقه سياسة 1+1، رافعاً شعار رحم الله امرأً عرف إمكانات "ربعه ".

وللأمانة وبعيداً عن المستوى الفني للمدربين فإنني أرأف بحال أي منهم، عندما يقودون الفرق الكويتية، "نعم متشائم" خاصة بعد مقارنة مستوى البطولات المحلية مع نظيراتها الخليجية، لأنه كما هو معروف أن بطولاتنا هي نفسها " علي طمام المرحوم"، لا نشاهد فيها حتى الآن اللاعب السوبر، الذي يستطيع صناعة الفارق لفريقه باستثناء النجم بدر المطوع الغائب لإصابته منذ 3 أشهر تقريباً، إضافة إلى الطامة الكبرى، وهي المنشأة والبنية التحتية لملاعبنا الرياضية، التي تهالكت على الآخر، وانتهى عمرها الافتراضي، خاصة أن نادياً كبيراً مثل نادي القادسية، الذي يعتبر من الأندية العريقة صاحبة الإنجازات العديدة، التي طالما أفرحنا بها سابقاً، لا يزال ملعبه الرسمي، الذي تقام عليه المباريات غير صالح للعب، خاصة أن وضعه الحالي "هاليومين"، أصبح مثل بركة الماء، نتيجة سقوط الأمطار علي ديرتنا، خلال اليومين الماضيين، ما تسبب في وجود نقع مائية يصعب اللعب عليها!

بالله عليكم هذا حال أكبر الأندية في الكويت، فما بالكم بحال البقية، التي لا حول لها ولا قوة، فبالتأكيد تكون النتائج سلبية، ما يؤثر في عمل أي مدرب، يقود المنتخبات الكويتية.

أقول هذا الكلام وأنا أتحسر على حال رياضة بلدي، والوضع الذي وصلت إليه، لأنها بالفعل يبيلها"نفضة "، وفي المقابل أشيد بما أشاهده من تطور واضح للعيان في الدوريين السعودي والإماراتي على وجه الخصوص، حيث المستوى الفني الممتع، والحضور الجماهيري اللافت للنظر والاهتمام الإعلامي وقبلهم طبعاً الاهتمام الحكومي برياضة بلديهما، ما كان له الأثر الواضح في جذب العديد من المشاهدين في الوطن العربي لهما.

في المقابل لا تزال حكومتنا الموقرة والبعيدة عن "رشدها" إلى الآن، تصر على لعب "القط والفأر" مع الملف الرياضي، وتطبق حيالها سياسة " شيلوا فلان وحطوا فلنتان" في المناصب القيادية، وعلى المتضرر اللجوء إلى المحاكم، الأمر الذي يدخل الرياضة الكويتية بشكل مستمر في دهاليز لا نعلم، متى يتم الوصول إلى نهايتها.

آخر الكلام :

رغم النظرة السوداوية، التي ذكرتها في هذا المقال فإنني أشيد بعطاء لاعبي منتخباتنا الوطنية، وروحهم العالية في اللقاءات التي يخوضونها.