وجهة نظر

جزء من اللعبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأخطاء جزء من اللعبة، جملة أصبحنا نسمعها كثيراً في دوري الخليج العربي! ولكن إلى متى ونحن علينا أن نسمعها أكثر من اللازم؟ الأخطاء التحكيمية أصبحت في بعض الجولات أكثر حتى من الأهداف التي تشهدها الجولة نفسها! ونحن علينا أن نتقبلها تحت مظلة الحكم بشر والأخطاء جزء من اللعبة، حتى أصبحت هذه الجملة جزءاً من مبارياتنا، ولكن إلى متى على الأندية وجماهيرها أن تدفع ثمن هذه الأخطاء؟ فبعض القرارات غيرت نتائج المباريات، وأنا هنا لا أشكك في ذمم الحكم، معاذ الله، ولكن أريد أن أضع لهم أعذاراً خصوصا لو عرفنا الظروف المحيطة بالحكم الإماراتي، فسنعرف أنهم يعانون أكثر من غيرهم في كرة القدم!

قبل كل شيء علينا أن ندرك أن اللاعب في أنديتنا متفرغ، وطوال الأسبوع يعمل هو والإداري بدنياً وذهنياً لهذا اللقاء، وإن كان بعض الإداريين غير مفرغين بالكامل، أما حكم المباراة فهو غير متفرغ. ولديه وظيفته. ووقته الذي قد لا يسمح له أحياناً بالتحضير الذهني الكامل للمباراة، فهو يدخل جو المباراة بالكامل في اليوم الذي سيحكم فيه، ناهيك عن كونه قد ذهب لعمله في الصباح، وبعد انتهاء فترة دوامه التي تكون أحياناً قبل اللقاء بساعات قليلة، عليه الاتجاه للملعب لإدارة هذا اللقاء المرتقب، وبدلاً من أن يكون الحكم هو الأكثر تركيزاً في الملعب، والأكثر جاهزية من حيث الصفاء الذهني، فإننا نجده هو ضحية عدم تفريغه للتحكيم في دوري المحترفين!

لذلك تصبح نسبة احتمال وقوع الأخطاء عالية جدا، وهنا على اتحاد كرة القدم إيجاد حلول لهذه المشكلة، منها على سبيل المثال تفريغ الحكم قبل المباراة وبعد المباراة بيوم، حتى يتسنى له إعداد نفسه بالشكل المطلوبا ولا أعتقد أنا هناك مشكلات مادية تحول دون ذلك، وهذا أفضل حل، طالما لا توجد نية واضحة حتى الآن لتطبيق الاحتراف في سلك التحكيم، فالاحتراف من دون شك سيطور من مستواهم كثيراً، وسيقلل من الأخطاء التي نراها، نعم لن تختفي الأخطاء نهائياً، ولكنها ستكون أقل بكثير من بعض (الكوارث)، التي نشاهدها الآن!

أنا لست ضد الحكام والتحكيم، ولكن يؤلمني أن يهبط مستواهم إلى هذا الحد، ويؤلمني أكثر أن ينتهي الدور الأول من دوري الخليج العربي والحال من سيئ إلى أسوأ، من دون أن ندرس الوضع، ونصع الحلول، وكل ما يهمنا هو تشكيل لجان! أتمنى أن تمنح هذه اللجان الصلاحية الكاملة في تقديم برنامج لتطوير الحكام، وتنفيذ هذه البرنامج، وأتمنى أن نرى ونلمس تغيراً إيجابياً في مسألة الاهتمام مادياً ومعنوياً بحكامنا، الذين يدفع لهم مبلغ رمزي للتحكيم على المباراة الواحدة، فهم أيضاً يستحقون زيادة في الأجر وزيادة في الاهتمام، وبعدها سنحاسبهم !

Email