لقد عرفنا أخيراً بفضل الله وتوفيقه.. السبب الأول والأكبر لتراجع مستوى التحكيم والحكام في دوري الإمارات.. واستطاع اتحاد الكرة والحمد لله أن يضع يديه بكل دقة وموضوعية على المتسبب الرئيسي لتراجع مستوى التحكيم.. والذي تسبب في انطلاق دعوات للاستعانة بحكام أجانب لإنقاذ الدوري والمسابقة وهو ما كان سيُدمر منظومة التحكيم التي نبني فيها منذ سنوات.

ولكن قبل فوات الأوان عرف الاتحاد السبب والمتسبب.. بطل العجب وبطل التهجم على الحكام.. إنه أحمد يعقوب مدير لجنة الحكام.. وبما أنه ظهر أنه المتسبب في كل هذه الأزمات التي كادت أن تعصف بثوابت اللجنة وتهز كيان المسابقة والاتحاد فكانت الإقالة هي الحل، حيث ظهر أن أحمد يعقوب كان وراء عدم احتساب ضربة جزاء للأهلي وأخرى للعين ..

وكان السبب في عدم احتساب تسلل في مباراة الظفرة وهو الذي أشار بإنذار عمر عبد الرحمن حين أرجع الكرة برأسه متعمداً لحارسه وهو ما يعد سوء سلوك لكن عبد الرحمن لم يكن يعرف هذا.. ثم هو السبب في عدم احتساب 40 ضربة جزاء وقعت في الدور الأول، الرأي الراجح فيها حسب رأي الجمهور أنها ركلات جزاء صحيحة لكن لم يحتسبها الحكام..

كما ظهر وبما لا يدع مجالاً للشك أنه كان المحرّض في حادث الاعتداء الآثم على الحكم حمد الشيخ من قبل إداري عجمان، حين أوعز إليه بأن ضربة الجزاء التي احتسبها للأهلي في آخر ثواني المباراة لم تكن صحيحة وذكره بأن لعجمان ضربة جزاء لم تحتسب في الموسم الماضي.

كل هذا وغيره من قرارات تحكيمية فيها أخذ ورد عرفنا أن وراءها وسببها مدير اللجنة أحمد يعقوب.. لذا رأى اتحاد الكرة وبعد دراسة متأنية عميقة أن يُقيل مدير اللجنة ويُعيّن بدلًا منه الحكم الدولي السابق خالد الدوخي مديراً جديداً ليبدأ عهداً جديداً تنصلح فيه الحال وتسير معه المسابقة بلا أي أخطاء وكل ضربات الجزاء سيتم احتسابها وبأثر رجعي.

. هذا مضمون قرار اتحاد الكرة الأخير بالإضافة إلى قرار الاتحاد بتشكيل هيئة استشارية برئاسة الحكم الدولي الكبير علي بو جسيم وعضوية الحكام الدوليين سالم سعيد وفريد علي ومسلم أحمد.. ولا يُفكّر أحد بسوء ظن في أن يربط بين عمل هؤلاء الحكام الصفوة المتميزين في تحليل الحالات التحكيمية تلفزيونياً بقناتي دبي وأبوظبي وبين اختيارهم لعضوية الهيئة الاستشارية.

ولا يذكّرنا أحد بأن هيئة استشارية كان قد تم تشكيلها قبل ثلاث سنوات وبرئاسة علي بو جسيم أيضاً.. فتلك اللجنة لم يكن دورها واضح المعالم بدقة فألغيت، لكن هذه اللجنة الجديدة سيكون لها دور آخر كبير، صحيح هو غير واضح حتى الآن لكن اطمئنوا هو كبير.. دون أن نعرف على الأقل حتى الآن..

هل رأي هذه الهيئة سيكون ملزماً للجنة الحكام أم هو رأي استشاري.. وهل سيكون لهؤلاء الحكام الكبار دور في تعيينات الحكام للمباريات حسب قوتها وحساسيتها أم سيكتفون بمعرفة الأسماء، وهل ستكون هذه الهيئة لجنة فوق اللجنة أم أن دورها سيكون استشارياً لاتحاد الكرة؟.

قد نتفق أن التحكيم لدينا يحتاج إلى مزيد من التطوير وأن الحكام دوليون وعاديون يحتاجون إلى مزيد من الصقل والمران والتأهيل، وهو ما يتحقق بمزيد من الاهتمام والدعم، وبإعطاء فرص أوسع للحكام في إدارة المبارايات، والأهم من كل هذا هو أن نتوقف جميعاً عن انتقاد الحكام والتحكيم بهذه الصورة المتصلة حتى تعود ثقة الحكام بأنفسهم وتنعكس على كل قرار في الملعب.

ويبقى قرار إقالة أحمد يعقوب من إدارة اللجنة وإسناد المهمة لخالد الدوخي للاستهلاك المحلي نمضغه ثم نكتشف أن أحمد هو الحاج أحمد .. والموضوع يبقى أعمق وأوسع ويحتاج إلى جهد متصل وتعاون مشترك بين كل القنوات، تلفزيونية وغير تلفزيونية.. وفي النهاية إذا لم تكن لدينا أخطاء.. سيكون لدينا الكثير من المتعة في ملاحظة الآخرين..