وجهة نظر

تواضع الكبار

ت + ت - الحجم الطبيعي

بغض النظر عما أوصى به مؤتمر دبي الرياضي وبغض النظر عن الاستفادة الضخمة التي خرج بها الجميع فلابد من الوقوف عند نقطة إيجابية ورائعة لمستها من خلال حضوري لمؤتمر دبي الرياضي في دورته الثامنة، نقطة مضيئة جداً كان نجمها الأول كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، هذه النقطة هي التواضع، نعم هذه الخصلة التي ما إن يتصف بها شخص إلا وزادته احتراماً ومحبة في قلوب الناس، وتواضع رونالدو وأخلاقه العالية كانا واضحين من خلال حديثه وتعامله بكل لطف وتواضع في المؤتمر، ولعل إدارة الحكم الإيطالي كولينا للحوار كانت نقطة جيدة تُحسب للإدارة المنظمة للمؤتمر، فلقد شاهدنا تعامل رونالدو معه بكل أريحية وبكل تواضع مقدراً أن كولينا هو الآخر نجم من نجوم الساحة الكروية، صال وجال وتألق كحكم يشهد له القاصي والداني.

تقدير واحترام من هم أكبر منك صفة أحياناً نشتاق إليها في ملاعبنا العربية بشكل عام، خصوصاً في زماننا هذا الذي للأسف نطلق عليه زمن الاحتراف، الاحتراف الذي لم نصل لمعناه الحقيقي والأسباب كثيرة، ولكن تبقى الأخلاق هي أهم ما يُميّز الرياضي، وإذا كنا كعرب لا نستطيع أن نقارع الغرب في احترافهم الفعلي فعلى الأقل دعونا نلتزم بالروح الرياضية، أقول هذا الكلام بعد أن شهدنا الأسبوع الماضي حوادث لا تمت للروح الرياضية بصلة ولا حتى لشعار «فيفا».. «اللعب النظيف».

من المشاهدات الجميلة في المؤتمر أيضاً وجود أفضل لاعب في خليجي21 عمر عبد الرحمن نجم المنتخب ونادي العين، حيث استجاب للجميع بكل تواضع، فكان يقف بحب واحترام للجماهير التي تطلب منه التقاط الصور التذكارية وأحياناً التوقيع، وقد يقول البعض هذا واجب على عمر لأن الجماهير هي من صنعته، نعم الجماهير من شأنها أن ترفع أي لاعب أو أن ترميه في ظلمات النسيان، وفي حال عمر عبد الرحمن فإن طبعه الخلوق هو الذي ساعده في الوصول لما وصل إليه من نجومية، فهناك فرق بين أن تكون فعلاً متواضعاً وبين أن تتصنع التواضع، وهنا لابد من التذكير أن عمر فعل ذلك عن طيب خاطر، في الوقت الذي نشاهد فيه بعض اللاعبين وقد جرفتهم الشهرة والنجومية إلى خندق الغرور وقد لا يخرجون منه أبداً، وهنا ستكون نهايتهم لأن الغرور مقبرة النجوم كما قيل في الماضي.

هذه المشاهد كانت جميلة لنجوم عالميين ونجوم محليين في قمة التواضع، وهي كلها دروس وعبر نستفيد منها لنعرف سر نجومية البعض وسر استمرارية هذه النجومية أيضاً، فالوصول للقمة سهل جداً ولكن المحافظة عليها يتطلب جهداً كبيراً. لذلك مثل هذه المؤتمرات تأتي لنا مرة في العام ولكنها تُعلّمنا دروساً تبقى للأبد، فلنسع للاستفادة منها في كل جوانبها وأبعادها. وكل عام والجميع بخير.

Email