ومضات

ملك أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن فرانك ريبيري قدم على امتداد سنة 2013 مستوى رائعاً، ساعد به فريقه بايرن ميونيخ لحصد كل الألقاب الممكنة على مستوى الأندية، كما أنه حصل على عدة ألقاب شخصية كأفضل لاعب في ألمانيا وفي أوروبا، وحالياً هو مرشح لنيل جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الشهيرة، بالاشتراك مع الفيفا، لأفضل لاعب في العالم.

وفي الآونة الأخيرة كثر الكلام عن هذا اللقب. وسال حبر كثير حول اللاعب الأكثر أحقية من غيره، وانحصر السباق بين عملاقين، هما الفرنسي فرانك (بلال) ريبيري، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد أن خرج من المنافسة المبدع الأرجنتيني ميسي.

بدون أى انحياز، نقول إن النجمين المرشحين لنيل الكرة الذهبية، هما بطلان عن جدارة واستحقاق، بقطع النظر عما سيسفر عنه التصويت، وكلاهما قطع مسافة طويلة من العمل والمعاناة والصبر، إلى أن وصلا إلى ما هما عليه، فعلى سبيل المثال، ريبيري اضطرته ظروف الحياة ليعمل في حظيرة البناء من أجل إعانة عائلته.

اليوم ريبيري هو ملك أوروبا، أو هكذا سمته صحافة ألمانيا.

ريبيري يعد حالياً من بين الشخصيات الأكثر تأثيراً في نادٍ عالمي وقوي، تحكمه شخصيات شهيرة، على غرار الرئيس أولي هونيس والرئيس التنفيذي رومينيغه، زيادة على ذلك، فهو الرياضي الفرنسي صاحب أعلى أجر في سنة.

ما وصل إليه ريبيري ليس فقط يعود إلى كونه لاعباً سريعاً وموهوباً، بل أيضاً وخاصة لأنه شخص لا يفكر بنرجسية النجوم، بل دائماً يصر على أن يكون في خدمة الفريق.

وأنا أتحدث عن هذا اللاعب النفاثة، أذكر كيف كانت تطبخ صفقة انتقاله من مرسيليا الفرنسي إلى بايرن ميونيخ الألماني، كنا في بداية سنة 2007، إنها الأيام الأولى من شهر يناير، وتلك الفترة من العام تمثل حالة استنفار لنا في قناة دبى الرياضية، ولكل الصحافيين العاملين في دانة الدنيا.

السبب هو وج،د خيرة الأندية العالمية من أجل المعسكرات الشتوية، وفي تلك السنة حضر في نفس التوقيت أربعة من كبار أوروبا والعالم في دبي، وهي مرسيليا الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني وأياكس الهولندي وإنتر ميلان الإيطالي، وذلك من أجل المشاركة في بطولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الدولية الودية.

أحد الفنادق الشهيرة في شارع الشيخ زايد بدبي، احتضن لقاء خاصاً بين رئيسي بايرن وأولمبيك مرسيليا اللذين تجاذبا أطراف الحديث لمدة طويلة بخصوص ريبيري.

رئيس أولمبيك مرسيليا كان الصحافى الأصل ووكيل اللاعبين الشهير باب ديوف، الذي كان يعرف بحكم خبرته أنه يمتلك جوهرة ثمينة ويجب أن يفرط فيها إلى نادٍ يقدر قيمتها.

الحكاية بدأت في دبي، وانتهت في ميونيخ بعد نحو ستة أشهر، عندما أعلن رئيس النادي البافاري أولي هونيس أن الاتفاق قد تم مع النادي الفرنسي مرسيليا، من أجل ضم فرانك إلى بايرن ميونيخ، مقابل مبلغ قياسي قدر بـ 25 مليون يورو.

سبع مواسم مرت والعلاقة بين ريبيري وبايرن تزداد متانة يوماً بعد يوم. عمر من الزمن تعدى وأهالي بافاريا يواصلون شغفهم بهذا الفتى الذي فاز معهم بكل الألقاب المتاحة.

لكن التحديات ما زالت أمامه حتى يثبت أولاً أنه رب أسرة صالح، وثانياً لكي يواصل النجاحات، وجني الألقاب مع ناديه بايرن ميونيخ ومنتخب بلاده فرنسا.

Email