كرة قلم

يوم ضرب «البكوس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أرسل لي أحد الأصدقاء رسالة يقول فيها: تخيلوا أن الفارق بين الثامن والأول في الدوري الإنجليزي ثماني نقاط فقط لا غير.

قد يقول من قرأها: هنا تكمن قوة هذا الدوري لأن الفريق الثامن قادر على تحقيق اللقب، لكن دعونا نفسرها بالمنطق قليلاً ونسأل: هل إذا خسر الثامن خمس مباريات سيهبط للدرجة الأولى أم ماذا؟ لأن الفارق بينه وبين كريستال بالاس صاحب المركز الثامن عشر 15 نقطة؟ لا داعي للجواب، لذلك أرى أن المقارنة في النقاط دون النظر إلى عدد الفرق مسألة فيها تعقيد واجتهاد ضعيف وكلام «تويتر».

صحيح أن الدوري الإنجليزي الأفضل في العالم، وهذا لا يختلف عليه اثنان، لكن لا يعني ذلك أن الثامن سيصل للمركز الأول بهذه السهولة، من باب أن كل شيء في كرة القدم معقول، ربما يصل لكن في حال انسحاب السبعة الذين يعتلونه في الجدول وسيتغير الكلام حينها وسيصبح هو البطل دون منازع!

بطريقه أخرى، لماذا التركيز على المركز الثامن بالذات وليس السابع والسادس؟ هل لأن مانشستر يونايتد يشغله حالياً؟ أم أنها مجرد أمانٍ لبث الروح في الفريق الذي لم نشاهد فيه نصف روح فيرغسون حتى الآن؟

سؤال آخر، لماذا لم يقل أحد إن بين إيفرتون الخامس والمتصدر نقطتين فقط؟ أليس من الأحق أن نتحدث عن فريق رحل منه مدربه وأفضل لاعب لديه إلى النادي صاحب المركز الثامن حالياً، وبالتالي مازال يحقق نتائج ممتازة ومستوى فنياً متميزاً؟ أم أن من اكتشف معلومة الفارق بين الأول والثامن مانشستراوي يُمني النفس بإحراز اللقب؟

عموماً بعيداً عن مانشستر وفي يوم ضرب «البكوس» أو ما يدعى «البوكسينغ دي» ستظهر معالم كثيرة، وربما يتحدد فيها البطل! اسألوني كيف؟ الجواب هو أنه في آخر أربعة مواسم من كان متصدراً للدوري ما بعد تاريخ 25 ديسمبر يحصل على الدوري في نهايته!

وها قد تعدينا هذا التاريخ وليفربول المتصدر، لكن لحظة، أنا لا أقول إنه سيحرز اللقب، لكن دعونا نتحدث بالمنطق أيضاً، فالفريق أمامه مبارتان من العيار الثقيل، أمام مانشستر سيتي وتشيلسي، وهما منافسان على اللقب وإذا فاز فيهما ليفربول، ألا تعتقدون أنه يستحق اللقب؟ فمن يهزم هذين الفريقين في ظرف أيام معدودة، ماذا تتوقعون أن تكون روحه المعنوية في باقي الموسم؟

صحيح أن تخمين البطل ليس أوانه الآن، لكن قصة 25 ديسمبر، هي مجرد معلومات يُمني بها نفسه المشجع الليفربولي، كما فعل المانشستراوي عندما قال بينه وبين نفسه «إننا نستطيع إحراز اللقب لأن الفارق مجرد نقاط بسيطة» دون النظر إلى عدد الفرق التي تسبق فريقه في سلم الترتيب، ناهيك عن مستوى مانشستر الغريب.

عموماً، الجدول لم يخدم ليفربول في «البوكسبنغ دي» كما خدم الأرسنال الذي تنتظره مباريات أقل حدة مما سيلاقيه الأربعة الكبار في الجدول، ويستطيع أن يستحوذ على الصدارة من جديد، لأن منافسيه المباشرين يلعبون مع بعضهم في مباراتين متتاليتين، وقد تسفر هذه المواجهات عن نتائج تخدمه.

في رأيي أن الدوري الإنجليزي سيبقى دوري المفاجآت الذي تحدث به أشياء لا يتوقعها أحد، ولا نستطيع أن نرشح فريقاً بعينه أنه سيكون صاحب اللقب لمجرد إحصائيات من التاريخ حتى آخر جولة، لكنني أستطيع أن أجزم بأن صاحب المركز الثامن لن يفوز باللقب مهما حصل!

Email