وجهة نظر

عام مضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقترب العام على نهايته، ولكنه سيبقى يحمل في طياته ذكريات لن ننساها أبداً، تأتي في مقدمتها ذكرى انتصار جميل، يدعو للفخر والاعتزاز، وهو فوز منتخبنا الأول بدورة كأس الخليج العربي الحادية والعشرين، التي أقيمت في البحرين مطلع هذا العام، أيام جميلة عشناها ونحن نشاهد منتخبنا الشاب بقيادة مدرب إماراتي، أثبت أنه الأفضل على الساحة الخليجية، المهندس مهدي علي رغم الظغوط التي حاول أن يمارسها البعض هناك، إلا أنه أثبت أن المدرب الإماراتي يستطيع أن يقف كالجبل شامخاً متحملاً كل شيء من أجل اسم الإمارات.

فكان النصر حليفه وحليفنا في النهاية هناك في منامة الخير، وليسرق منتخبنا ومدربه إعجاب الجميع، ويكسب احترام القاصي والداني بفضل من الله، عز وجل، ومثلما بدأ المهندس مهدي مع المنتخب عامهم بفرحة لهم وللوطن، فقد ختموا العام أيضاً بفرحة وطن بالتأهل وبجدارة إلى أمم آسيا المزمع إقامتها في أستراليا في عام 2015، والفرحة بالنسبة إلينا ليست في التأهل فقط، ولكن في ثبات مستوى المنتخب واستمراريته في تقديم الأفضل متحدياً نفسه والظروف، والبعض يقول ما الداعي للمبالغة في فرحة الفوز على فرق ليست الأقوى في آسيا.

ولكن حقيقة الأمر أن هذه الفرق في السابق كانت أحياناً تسبب لنا الإحراج واليوم، ولله الحمد، تجاوزناها بثقة وبقوة، ما يعطينا انطباعاً أننا تقدمنا خطوة للأمام في سلم الطموح، وتبقى هناك درجات أخرى علينا ارتقاؤها لا شك، مقارعة الفرق الشرق آسيوية التي تملك خبرة أكثر وأكبر، وهذه ليست بالصعبة علينا بإذن الله، بقليل من الثقة وكثير من العمل سنثبت أنفسنا، بإذن الله، في أستراليا حتى تستمر أفراحنا وحتى يستمر اعتزازنا وفخرنا بهذا المنتخب.

نعم هناك بعض الكبوات مثل ما حدث لمنتخبنا للناشئين في كأس العالم، الذي أقيمت هنا في الإمارات، ولكن هذا لا يعني أن يسيطر علينا الإحباط ونفقد الأمل، بل بالعزيمة سنعالج الأخطاء التي وقعت ونجعل هؤلاء الناشئين يستقبلون القادم من أيامهم بتفاؤل وبإصرار على تغيير الصورة تلك، وأن يكون المستقبل لهم أفضل بكثير، نعم نملك حالياً منتخباً أول مميزاً وطموحاً، ولكن الاستمرارية في التميز هي الأهم، وهذا يعني أن نعمل من أجل استمرار الأجيال المميزة التي تتوالى على المنتخبات، فالأيام تمضي مثلما نجد أنفسنا اليوم على بعد خمسة أيام من دخول عام جديد.

وقبل أن أختم هذا المقال لابد أن نتذكر كل من ضحى ومن بذل الغالي والنفيس من أجل منتخب الإمارات لكرة القدم، وهنا لابد من الترحم على روح الشاب موسى البلوشي، الذي وافته المنية إثر حادث اليم، أثناء عودته من البحرين، وفي الطريق للإمارات، بعد أن وقف وآزر منتخبنا، رحم الله موسى، وأسكنه فسيح جناته.

Email