ومضات

خوفى على البوندسليغا

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

لا شك في أن الألمان لا يتركون أي شيء للمصادفة، وشعارهم الدائم الصدق والإخلاص في العمل، فبعد إعادة الهيكلة التي طرأت على الكيان الكروي المحلي مباشرة بعد مونديال 1998، وبعد أن تم تخصيص مبالغ مهمة تناهز 800 مليون يورو للصرف على أكاديميات حقيقية داخل الأندية من أجل إنجاب جيل من اللاعبين قادر على الحصول على أعلى المراتب.

الألمان وضعوا نصب أعينهم الحصول على المركز الثالث في ترتيب الدوريات العالمية وافتكاك مقعد رابع في دوري رابطة الأبطال الأوروبية، وكان لهم ذلك على حساب الكالشيو الإيطالي منذ سنتين.

إنجازات الأندية الألمانية أصبحت مدوية بعد الموسم الاستثنائي الذي قدمه بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند ووصولهما لنهائي دوري الأبطال أعقاب الموسم الماضي، لكن على ما يبدو فإن هذا التنافس الكبير بين الناديين الألمانيين العريقين لن يدوم طويلاً، وهذا من شأنه أن يقلص من بريق الدوري الألماني.

أسباب ذلك عدة ولعل أبرزها أن بايرن ميونيخ الذي يعتبر من أغنى الأندية في العالم ويزاحم في هذه المراتب ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد، هذا النادي يعتمد على الفائض المالي الكبير الذي يملكه من أجل تفقير بقية الأندية الألمانية حتى تخلو له الساحة محلياً.

ولعل ما فعلته إدارة البافاري الموسم الماضي مع نجم دورتموند ومنتخب ألمانيا ماريو غوتزه خير دليل على ذلك، حيث اتجهت مباشرة نحو وكلاء اللاعب ودفعت الشرط الجزائي وظفرت بخدماته.

في الوقت الراهن النادي الوحيد القادر على مزاحمة بايرن ميونيخ هو بوروسيا دورتموند، لكن على ما يبدو لن يستمر ذلك طويلاً، فالهداف البولندى لأسود فستفاليا (لقب بوروسيا دورتموند) مغادر لا محالة في اتجاه عملاق أوروبي آخر، وآخر الأخبار الواردة من دورتموند تؤكد أن ما لا يقل عن أربعة أندية أوروبية كبرى تنوى افتكاك النجم ماركو رويس، خاصة وأن شرطه الجزائي زهيد ويقدر بـ35 مليون يورو. زد على ذلك إمكانية التحاق لاعب الارتكاز غوندوغان بريال مدريد، زيادة على ذلك محدودية الزاد البشري لدورتموند الذي يلعب على واجهات محلية وقارية.

ضغوط كثيرة انصبت على كاهل القائمين على بوروسيا دورتموند، فهذا الفريق أصبح مهدداً في قدرته على التنافس على لقبين مجيدين كانا في متناوله في المواسم السابقة.

وهذا ما يزيد المخاوف بشأن التنافس في البوندسليغا، فنجوم دورتموند على أبواب المغادرة، وإعادة البناء تستغرق وقتاً وهذا ما يجعل بايرن قادراً على بسط هيمنته على الأقل في الدوري الألماني في السنوات المقبلة. لكن هناك ناد واحد قادر على مقارعة العملاق البافاري حسب اعتقادي، غير أن فترة إعادة الهيكلة لديه قد تستغرق سنتين وهو فولفسبورغ الذي أحرز على لقب البوندسليغا لأول مرة في تاريخه سنة 2009.

هذا الفريق تملكه أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، ولديه مدير تنفيذي داهية كان لاعباً كبيراً وحالياً هو من أبرز الإداريين المحترفين في ألمانيا وهو كلاوس ألوفس، ربما سيصعد للمنافسة بعد فترة لكن هذا الزمن سيبقى زمن البايرن.

 

 

 

 

Email