وجهة نظر

المشتري والبضاعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

باب الانتقالات الشتوية سيفتح قريباً، ومعه سيستعيد العرض والطلب نشاطه بين لاعب يستحق عناء الشراء ولاعب آخر يعتبر مقلباً ستستنزف بعض الأندية ميزانياتها دون تفكير ودون دراسة، فكل مدرب جديد يستلم الفريق يضع شروطه ويضع نظرته التي تخالف المدرب الذي قبله، وبالتالي فإن الأجانب الذي اختارهم المدرب الذي قبله لا يناسبونه وبالتالي أصبح تغيير أحدهم أو اثنين منهم، وأحياناً جميعهم، مطلباً ضرورياً، لذلك عزيزي متابع الكرة لا تستغرب إن شاهدت تغييرات جذرية بعد الانتقالات الشتوية، تغييرات أحياناً ليس لها مبرر وتجعلك تسأل نفسك لماذا على المدرب الجديد دائماً أن يبدأ مع الفرق من جديد؟ لماذا لا يكمل ما يصالح من سبقه ويصحح الأخطاء الموجودة؟ لماذا البدء من جديد في كل مرة؟ كيف تتطور بعض أنديتنا بهذه العشوائية الموجودة في العمل؟ إلى متى تتغلب خطط السماسرة على خطط ودراسات بعض الأندية لحاجاتها وإمكانياتها؟

المال اليوم قد يعني الكثير في عالم كرة القدم، ولكن هناك حقيقة أخرى يغفلها أو يتغافل عنها البعض، وهي النهج العلمي واتباعه في تطوير كرة القدم، وهذا يجب أن يكون سلاح الأندية ذات الإمكانات المتواضعة بدلاً من الصرف من دون علم ومعرفة، وفي النهاية تضيع الأموال المتوافرة في صفقات لا تسمن ولا تغني من جوع.

بعض التجارب أثبتت أن تصعيد اللاعب من مرحلة الشباب ومنحه الثقة والفرصة، أكثر فائدة من التعاقد مع لاعب أجنبي جديد كلما سنحت الفرصة! على الأقل أنت تستثمر في شاب يعرف فريقه وناديه وقابل لتطوير نفسه وذاته، ومن جهة النادي فهو يعرف اللاعب جيداً ويعرف أنه لن يكون مقلباً، بل على العكس هو مضمون وقد يعود بالشيء الكثير لناديه في المستقبل إذا ما تم استثماره بالشكل الصحيح، المسألة فقط مسألة فرصة وثقة ولكنها ستوفر عليك آلاف اليوروات.

في النهاية هي قناعات وفكر وكل يفكر حسب ما يراه صحيحاً، ولكن ليس شرطاً ما يراه هو صحيحاً فأحياناً المعني بالأمر يخونه التقدير وأحياناً يصيب في قرارته، ولكن عدم استمرار اللاعب الأجنبي لموسم كامل في بعض الأحيان مع فريقه والتغيير المستمر يجعلك تقف طويلاً عند بعض الإدارات واختياراتها، فكل إدارة من دون شك تريد الأفضل لها ولفريقها وهذا الطموح جميل، لأن أساس لعبة كرة القدم أن تطمح للأفضل كي تكون حقاً الأفضل في الساحة، لذلك يجب أن ندرك أن هناك قاعدة أخرى وهو إجادة استخدام أدواتنا لنجعل منها الأفضل على الساحة وألا نجعل من أنفسنا من أسوأ المشترين في سوق الانتقالات، فالبضاعة مغرية ولكنها أحياناً مضروبة، لذلك علينا التروي في مسألة الاختيار والتدقيق جيداً في البضاعة قبل أن نكون مشترين مغلوبين على أمرنا.

Email