وجهة نظر

زينغا

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد زينغا وعادت معه مشاكله وأعصابه التي لا يستطيع أن يسيطر عليها، ومن سيدفع ثمن هذا في النهاية؟ بكل تأكيد الفريق الذي تعاقد معه، في الموسم الماضي دفع النصر فاتورة تصرفات هذا المدرب الإيطالي الذي كانت مشاكله أكثر من عدد مرات الفوز الذي حققها والآن هو حديث عهد بفريق الجزيرة، الذي يبحث عن تصحيح المسار وعودة الفريق للواجهة وللمنافسة، فيجد أنه أمام مدرب تصعب السيطرة عليه وعلى أفعاله، وللأمانة فإن زينغا مدرب جيد من الناحية التكتيكية ولكن تصرفاته هذه تجعلك متوتراً في كل مباراة بسبب التصرف الذي قد يخرج منه ويكلف فريقه الكثير وها هو الآن على بعد خطوة من التعرض لإيقاف وغرامة مالية ربما بعد اختراقه للوائح والقوانين بتعديه على ضابط شرطة في مباراة الجزيرة الأخيرة، وإن حدث ذلك سيكون على الجزيرة اللعب ربما ثلاثة مباريات من دون مدرب نظراً لعقوبة الإيقاف التي قد يتعرض لها زينغا، نحن لسنا مع زينغا ولسنا ضده أيضاً ولكن تكرار الأخطاء ذاتها وعدم الاستفادة من دروس الماضي وعدم النضج يضر باسم المدرب نفسه ويضر بالفريق الذي يدربه ويصرف الملايين سنوياً لكي يكون من فرق المقدمة وينافس، وفريق مثل الجزيرة يمر حالياً بمرحلة تذبذب في المستوى ومرحلة عدم استقرار، ناهيك عن مزاجية وتشبع بعض اللاعبين ولا يحتاج أن يأتي مدرب يزيد الطين بلة! وكأن الحاصل لا يكفي!

زينغا ليس مدرباً عادياً أو مبتدئاً، فتاريخه التدريبي تجاوز الخمسة عشر عاماً أو أكثر، ولكن تصرفاته هذه تخصم من رصيده أكثر مما تضيف إليه. ظننت أن ما حدث له الموسم الماضي سيجبره على ضبط أعصابه ونفسه، ولكن لم يحدث شيء من ذلك أبداً، وأخشى على الجزيرة أن يدفع ثمن ذلك باستمرار ما لم تكون للإدارة الجزراوية جلسة حازمة مع المدرب لتضع النقاط على الحروف وإلا على جماهير العنكبوت أن تعيش هذه المهاترات كلما أخفق زينغا في قيادة فريقهم للفوز.

وعلى زينغا أن يتذكر أن أول تصريح له في المؤتمر الصحافي الذي نظمته شركة الجزيرة لكرة القدم لتقديمه كمدرب جديد للفريق، قال يومها زينغا: «أحلم أن أكون براغا الثاني في الجزيرة»، نعم من حقك كمدرب أن تحلم بتحقيق الفوز والبطولات للنادي الذي تدربه، والجزيرة مؤهل لذلك ويملك كل المقاومات للنجاح والتميز، من الإدارة المميزة واللاعبين النخبة، ويبقى الضلع الثالث في مثلث النجاح وهو المدرب الذي على عاتقه الجزء الأكبر من المهمة، وهو أنت يا زينغا، فعليك أن تكون على قدر حلمك الذي تريد أن تجعله واقعاً، وهو لن يتحقق بتصرفاتك تلك مع نادٍ عرفنا عنه الهدوء التام فلا تجعل نفسك مصدر إزعاج.

Email