قليلون هم الذين بسطوا ذراعيهم للعلم وكرة القدم، ونالوا صك التميز بنفس اللحظة! فنحن عادة ما نسمع بأن هناك لاعباً فضل أن يشق طريقه العلمي بعد الاعتزال، ويحصد شهاداته العليا لتطوير وتحسين مكانته الاجتماعية، ولكن من النادر جداً أن نرى لاعباً يفضل أن يركن طموحه الكروي مؤقتاً ليكمل دراسته الجامعية وينال الدكتوراه، ثم يتفرغ بعدها لمحبوبته الكرة لينتزع آهات العالم!
إنه الفيلسوف والأيقونة البرازيلية سقراط، تلك الموهبة التي لن تتكرر أبداً في الملاعب نظراً لشخصيته العبقرية وعقله الراجح، فهو صاحب رأي ومبادر ومبتكر ومبدع، وحينما كان يدخل الملعب تجد هيبته ووقاره طاغيين على نفوس اللاعبين، لأنه باختصار يرى الحياة بمنظور الفلاسفة والعظماء!
يقول «سقراط» للمؤلف البريطاني أليكس بيلوس: «إن الاسم وحده لا يفعل شيئاً ولا يمكن أن يغيّر حياة شخص دونما عقل وفكر.. ومنذ اللحظة الأولى التي بدأت أتساءل فيها عن أسرار تسمية والدي لهذا الاسم.. علمت أي صنف من الرجال كان هذا الأب! حيث كان والدي يقضي جل وقته في مكتبته متنقلاً بين دفات الكتب، ولهذا اطلعت على العديد من الثقافات والأفكار التي ساهمت في صقل شخصيتي ونمو أحلامي. علماً أنني أكبر أخوتي، وبإمكانك ملاحظة أسمائهم.. فأخي الأصغر يدعى سوفوكليس، والثاني سوستينوس، وكلها أسماء لفلاسفة عظام!».
سقراط.. غيبه الموت قبل عامين، ولكن لم تغب أفكاره الحيوية والإبداعية، فكان دائماً يحث اللاعبين على المحاولة والتجربة ويمقت اللعب الركيك والمباريات المملة الخالية من فنيات الموهوبين، وتمنى حينها أن يقوم «فيفا» بتغيير نظام اللعبة وتقليص عدد اللاعبين من 11 إلى 9 لإنقاذ أصحاب الفنيات باستعراض مواهبهم دون ازدحام سيقان اللاعبين، لكي يمنح المشجعين بعضاً من أوكسجين المتعة والإثارة!
وبغض النظر عن إمكانية تطبيقها من عدمها.. إلا أننا نتفق جميعاً على تشجيعه لأصحاب المواهب، حتى لا تصاب لعبتنا الشعبية بفيروس الملل! وهذا ما دفع سقراط لكتابة وصيته وكأنها موجهة للمبدعين والمبتكرين كروياً، أمثال «عموري» الذي وصلته دعوة نادرة من البرازيل لكي يلعب مع فريق يزخر بنجوم العالم، مثل رونالدو وميسي وفرانك ريبيري وبالوتيللي في 28 ديسمبر المقبل.
ولكن ما يعكر صفو الأمنيات بعض التفاصيل البسيطة الموجودة على أجندة دوري الخليج العربي، ففي تاريخ 27 ديسمبر سيلعب العين أمام الجزيرة قبل يوم واحد من مباراة النجوم، وأيضاً الزعيم سيواجه الوصل في 3 يناير، ما يهدد فرصة وجود نجمنا المحبوب في البرازيل! ولكن ما يطمئن النفس قليلاً أن نادي العين أكثر تشوقاً ورغبة في مشاهدة عمر وسط الكبار، ويعلم كل عيناوي أن رئيس مجلس إدارة النادي الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، من أشد الناس حرصاً وتشجيعاً على تلبية هذه الدعوة، لأنها ستكون باسم الإمارات وتشريفاً لكل العرب!
الإصبع السادس:
بإمكانك أن تلعب في كبرى الدوريات.. ولكن من الصعب أن تلعب مع نجوم العالم!