وجهة نظر

بداية النهاية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عشرون دقيقة فقط كان كل الوقت الذي حضر فيه النجم ميسي مع فريقه برشلونة ضد بيتيس، قبل أن يخرج من أرض الملعب بداعي الإصابة، ويترك خلفه عاصفة من الأسئلة تضرب يميناً وشمالاً عن إصابته هذه، وعن مستواه المتدني هذا الموسم، وعن كثرة غياباته التي أصبحت تقلق عشاق النادي الكتالوني والجماهير الأرجنتينية التي تضع على ميسي آمالاً عريضة، خصوصاً وأنهم مقبلون على صيف ساخن في البرازيل، ينتظر فيه عشاق التانغو تحقيق اللقب لأنهم يدركون أن بزوغ نجم مثل ميسي بالنسبة لهم، لا يتكرر كل عام بالرغم من وجود أسماء قوية ورنانة أخرى مثل أغويرو لاعب مانشيستر سيتي وتيفيز لاعب اليوفنتوس، ولكن تبقى العلامة الأرجنتينية الفارقة في نجم برشلونة ليو ميسي.

وربما في الأرجنتين لن يكون القلق كبيراً كون أن هناك مدة زمنية كافية لعلاج اللاعب، ولكن القلق حتماً سيكون مضاعفاً في الكامب نو، حيث تأكد غياب ميسي لمدة شهرين عن الملاعب لأن أصابته، كما شخصت هي تمزق في العضلة الخلفية للفخذ الأيسر، وهذا ليس كل ما يقلق، ولكن تاريخ ميسي مع هذه الإصابة يدعو للقلق أكثر، خصوصاً أنه تعرض لها لأول مرة عام 2006 وغاب على إثرها عشرة أيام عن الملاعب، قبل أن تعود له بعد عامين بالضبط وتغيبه أربعة أسابيع، بعدها اختفت الإصابة تماماً لمدة أربع سنوات قبل أن يتعرض لها ميسي مجدداً عام 2012 في لقاء فريقه أمام بنفيكا البرتقالي.

ولكنها كانت على نحو أخف فغاب لمدة أسبوع، وبعد ثمانية أشهر وفي ذهاب السوبر الإسباني طرقت الإصابة ذاتها باب ميسي من جديد ليعلن الطاقم الطبي عن حاجته للراحة والعلاج لمدة عشرة أيام، وينطلق بعدها الموسم الكروي في إسبانيا وأوروبا وميسي بين الحاضر والغائب، وإن كان غيابه أكثر من حضوره، ولكن هذا ليس كل الموضوع ولا حتى الأرقام التي كان يحطمها ميسي في إسبانيا، والتي لم تعد تذكر هذا الموسم بعد مردوده الضعيف حتى الآن، ولكن لب الموضوع هو هل ما يعانيه ميسي من إصابات هو بداية النهاية لهذا اللاعب الكبير مع ناديه برشلونة؟ قد يتصور جمهور البارسا أن مغادرة نجم مؤثر مثله ضرب من الخيال.

ولكن لكل شيء دورة حياة، ولكل شيء نهاية، وميسي ذكي وبرشلونة أذكى، فهو من الأندية القادرة على صناعة النجوم ولا يصنعها نجم، وما تصريح النجم الأرجنتيني الآخر أغويرو إلا دليل على أن هناك أموراً تدور خلف الكواليس، ربما بين ميسي والمقربين منه، خصوصاً عندما يصرح أغويرو قائلاً: أن ميسي سيمل من الدوري الإسباني ووجهته المقبلة هي إنجلترا، وأعتقد أن مثل هذا التصريح يجعلك تقف طويلاً وتأخذ كلام أغويرو على محمل الجد، لاسيما وأنه قريب جداً من ميسي، ويشاركه الغرفة أثناء تجمعات منتخب الأرجنتين، فهل هناك فعلاً ما لا نعرفه؟ وهل تكرار الإصابات بداية النهاية؟ الأيام وحدها ستجيب على ذلك.

Email