التوقف الطويل

لا زلت أؤمن بأن التوقف المتكرر للدوري مضر جداً، فما بالك إذا كان التوقف لفترة تقارب ثلاثة وعشرين يوماً، نعم المنتخب له الأولوية المطلقة، وتوفير الفترة الكافية له للإعداد مهم جداً ولكن هناك نقطة أخرى مهمة ربما أغفلها البعض وربما أدركها الآخرون، وهي أننا نملك منتخباً متجانساً ومتفاهماً، وأغلب عناصره يعرف بعضهم بعضاً عن ظهر قلب كونهم مع بعض منذ المراحل السنية المبكرة وحققوا مع بعض إنجازات يشهد لها القاصي والداني.

فأتصور أن التجمع قبل مباراة هونغ كونغ التي ستكون على أرضنا وبين جمهورنا، قبل أسبوعين من اللقاء ربما يكون أمراً طويلاً جداً، ولكن كل الاحترام والتقدير للمهندس مهدي علي فهو أدرى وأعرف بلاشك بالمنتخب وظروفه وحاجته، وتبقى هذه مجرد وجهة نظري الشخصية وقد يختلف أو يتفق معي البعض.

نعم، قد يقول البعض لا خوف على اللاعبين المحليين من فترة التوقف الطويلة بسبب وجود بطولة كأس المحترفين التي غالباً ما تلعب خلال فترة التوقف من أجل المنتخب، ولكن بالنسبة للجمهور أتوقع أن الدوري بكل قوته وإثارته هو الأهم بالنسبة لهم وهذا ليس تقليلاً من بطولة رابطة المحترفين، ولكن هذه هي الحقيقة في قلوب الجماهير، فالكل شاهد في الأسبوع الماضي عودة الإثارة في دورينا، خصوصاً بعد فوز العين على النصر وتقدمه للمركز الرابع، مع العلم أنه لو افترضنا عدم إيقاف الدوري ولو لعبت الجولة يوم الأربعاء والخميس لشاهد الجميع مباراة الموسم.

والتي ستجمع بين الأهلي والعين وهي المباراة التي من الممكن أن نطلق عليها (أم القمم) وتخيل كيف سيكون الوضع عليه في الشارع الرياضي طوال الأسبوع من خلال الإعلام والجمهور، ولكن علينا أن ننتظر أكثر من عشرين يوماً حتى تأتي هذه المباراة، كما أن استمرارية الدوري ودخولك لمثل هذه المباريات الكبيرة الحاسمة بعد أسبوع من خوضك الجولة الماضية لاشك يختلف تماماً عن أن يكون بين جولة وأخرى قرابة الشهر، لأن عنصر الإثارة قد يتراجع قليلاً لدى جميع الأطراف.

وإن كنت أشك في ذلك كون اللقاء المرتقب كل ما فيه يدعو للحماس منذ اللحظات الأولى، ولكن نقول رب ضارة نافعة، فربما هذا التوقف الطويل يكون مفيداً لجميع الأطراف لإعادة ترتيب أوراقها مثلما ستكون مضرة للبعض ولكن تبقى هناك الحقيقة الأهم من كل هذا، وهي أن الفترة الطويلة لهذا التوقف والتي لا يشهد مثلها أي دوري محترف في العالم تضر أكثر مما تفيد، وعلينا أن نجلس ونفكر وندرس الوضع لكي نصل للحل المناسب لمثل هذه الظروف خصوصاً عندما تكون المباريات على أرضنا ولا يحتاج المنتخب للسفر لساعات طويلة وتغيير ساعات النوم، مع كل التمنيات للمنتخب بالتوفيق في مهمته الرسمية المقبلة.