الكلاسيكو

الكلاسيكو الإسباني الذي شهده الجميع يوم السبت الماضي هو واحد من أسوأ الكلاسيكيات التي جمعت بين برشلونة وريال مدريد من وجهة نظري الشخصية، وهبوط مستوى الفريقين في الفترة الأخيرة له اليد الطولى، لكن أكثر ما لفت انتباهي هو الأداء الأقل من متواضع للأرجنتيني ميسي الذي لم نشعر بوجوده كثيرا ولا أعرف لماذا ولكن بشكل عام ميسي هذا الموسم ليس هو ميسي الأعوام الماضية، ومع قدوم البرازيلي نيمار للفريق توقع البعض أن يكون هناك ثنائي خرافي في برشلونة ولكن لم نشاهد حتى الآن من نيمار نصف المستوى الذي كان يقدمه في البرازيل مع فريقه السابق سانتوس.

قد يقول البعض إنه سجل هدفا في المباراة الأهم مباراة الكلاسيكو ولكن عذرا هل هذا يكفي؟ لأن من شاهد اللقاء حتما سيقول إن من عمل الفارق للبرشا في هذا اللقاء هو سانشيز، وبعدها يأتي المدرب الأرجنتيني تاتا، الذي لقن أنشيلوتي أول درس في كيفية التعامل مع مباريات الكلاسيكو، لأن المدرب الإيطالي الذي يشرف على فريق العاصمة كان في واد والمباراة في واد ولا أعرف كيف لمدرب بحجم وخبرة أنشيلوتي أن تخونه خبرته في قراءة مجريات المباراة ولكن أحيانا حتى الخبرة لا تفيدك في مثل هذه المواقف.

وإحقاقا للحق فإن ريال مدريد كان الأفضل في الملعب باجتهاد اللاعبين أنفسهم، ولو اجتهد أنشيلوتي قليلا لربما خرج بالتعادل كأضعف الإيمان ولكن الفوز كان في النهاية لصاحب الأرض الذي من حق جماهيره أن تفرح بهذه الطريقة العارمة، لأن مستوى برشلونة لم يعد كما كان والفريق متذبذب وقبل لقائهم مع ريال مدريد كان لقاؤهم مع ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا الذي انتهى بالتعادل، يوحي بأن الكتلان يعانون ولكنهم حتى اللحظة متماسكون، خصوصا أن ميلان ليس في كامل مستواه ولا في أفضل حالته ولعب المباراة وسط غيابات مؤثرة توحي لك بأن برشلونة قادم لاكتساحه شيئا من هذا لم يحدث.

وعلى العكس لعب ميلان وكان البرشا هو المتفرج، نعم برشلونة ليس هو برشلونة الذي نعرفه ولا حتى نجومه على قدر المستوى الذي كانوا عليه وربما للسن أحكام كما يقولون ولكن حتى نيمار ليس نيمار الذي كنا ننتظر منه أن يكون علامة فارقة في الدوري الإسباني خصوصا أنه انضم لواحد من أفضل الفرق في العالم لكنه لايزال يبحث عن نفسه وحاله ليس بأفضل من حال غارث بيل صاحب الصفقة الأغلى في العالم مع الفرق البسيط أن نيمار لعب مباريات مع برشلونة أكثر مما لعب بيل مع مدريد إذا مردود نيمار المفروض أن يكون أكبر وأفضل ولكن يبدو أن برشلونة ومعه مدريد على موعد مع المزيد من المتاعب والانخفاض في المستوى الا إذا تداركا الأمر سريعا والا فإن القادم على الساحة الأوروبية سيكون أصعب مما يتوقعان.