حينما ذهب الممثل الأميركي الشهير " فين ديزل " إلى البرازيل لتصوير بعض أجزاء فيلم السباقات السريعة الشهير ( فاست أند فيورس ) لم يكن يتخيل يوما أن يغرم بلعبة في وسط أزقة " ريو دي جانيرو " رغم زحام الكاميرات وبريق النجومية وأضواء الفلاشات التي تلهث خلفه أينما حل وارتحل ! وكأنه يريد أن يبحث عن الصفاء الذهني وابتكار طريقة تساعده على التخلص من حالات التوتر والقلق التي يعيشها بعض المشاهير !

حتى وجد ضالته في هذه اللعبة والرياضة التي تعطيه ما يريد من رشاقة وانسجام عضلي ومرونة ساحرة تجعله قادرا على التفكير بطريقة ذكية قلما تتواجد في أي رياضة أخرى. لا أبالغ يا سادة حينما أقول بأن هذه أجزاء بسيطة فقط من مفهوم أوسع للعبة الجوجيتسو التي تهتم بغرس القيم النبيلة في نفوس الجميع مثل الولاء والعدل والأخلاق والتواضع والشرف كل هذه تجتمع في ميدان النزال فهي تعتبر أقدم نموذج يقدم جميع الفنون القتالية بصورة راقية تعزز الثقة والدفاع عن النفس.

فها هي لعبة الجوجيتسو تنثر عبيرها في أرجاء الوطن لتكسب شعبية جارفة لدى شريحة واسعة من الشباب بعد أن كانت غير معلومة لدى الكثيرين منا بفضل من الله ورعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي الذي يولي سموه هذه الرياضة بالذات اهتماما استثنائيا كونها محطة مهمة في حياة كل إنسان في كيفية تعلمه الدفاع عن النفس والحفاظ على صحته وتوازنه النفسي مما يجعله فردا منتجا وأكثر فاعلية لخدمة وطنه ومجتمعه.

وكل من مارس هذه الرياضة لا يمكن أن ينسى الدور المحوري الذي لعبه الأب الروحي للجوجيتسو سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان فسموه له بصمات لا يمكن للتاريخ أن يتغافل عنها منذ بدايات التأسيس وحتى الآن..

وها نحن نحصد ثمار هذه الجهود الجبارة بعدما أصبح لدينا نخبة رائعة من اللاعبين المواطنين سواء من الكبار أو من الأشبال الذين نراهم رجالا بأعيننا ..وكل هذا لم يأتِ بضربة حظ أو بكبسة زر وإنما عمل منهجي مدروس خرج من صفوة العقول الإدارية يتقدمها عبد المنعم الهاشمي رئيس اتحاد الإمارات للجوجيتسو ليكمل مسيرة الطموح ويختصر دروب التميز. فها هي الأخبار تصلنا وتزف الفرحة للجميع بأن اللعبة تم اعتمادها لأول مرة في أجندة الاتحاد الآسيوي في الدورة المقبلة بتركمانستان.

هذا الفرح الذي نعيشه اكتملت فصوله حينما استضافت مدينة دبي كأس آسيا المفتوحة للجوجيتسو لأول مرة في نادي الوصل وبرعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي والهدف تشجيع الجميع على الممارسة ونشر اللعبة بين كل شرائح المجتمع.

ولعل أجمل قصة رأتها عيني في هذه البطولة مؤازرة تلك الأم لابنها البطل من على المدرجات وبكل عفوية تناشده الفوز من أجل رفع راية الإمارات !

الإصبع السادس :

ليس شرطا أن تكون موهوبا في الجوجيتسو ..ويكفيك فقط ممارستها ...لأنها باختصار.... لعبة الشرفاء !