مراوغات

وقت العقل لا الخطيئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعم كان مؤلماً.. مفجعاً.. محزناً.. خروج المنتخب الإماراتي للناشئين من بطولة المونديال العالمي الذي يقام على أرضه وبين جنبات رماله، وأنفاس شعبه الكبير.. إنهم يقولون: الصراخ على قدر الألم.. إذا كان من حق الكثيرين أن يصرخوا وبقوة على ما خلفه ألم ذلك الخروج غير المشرف، ليس تحميلاً للاعبين صغار فوق ما يحتملون، بل على نتائج ذلك الإعداد والترتيب والمؤازرة والإعلام والمعسكرات والضخ المالي الكبير!!

نعم من حق كل إماراتي أن يزعل فالهزائم لا تجلب الابتسامة..!!

نعم من حق كل إماراتي أن يقلق على مستقبل منتخبات بلاده..!!

الصورة أعلاه هي إفراز ضربتين موجعتين من هندرواس ومن البرازيل..!!

ثم ماذا..!!؟؟

الأمر جد مزعج، لكن الصعاب والمواقف تصنع الحلول، لأنها تعطي تشخيصاً دقيقاً للحالة ومن ثم العلاج..!!

أرجوكم لا تقسوا على صغاركم.. لا تحملوهم فوق طاقاتهم.. فقط توصلوا لنتيجة منطقية لسؤال: هل كان بالإمكان أحسن مما كان؟؟

إن كان ذلك، فلا مناص من قرار قوي وصارم بمحاسبة الجهاز الفني والإداري حتى لو وصل الأمر لتسريحهما كاملين..!!

أما إن كان الأمر فارق قدرات ومهارات وعناصر، فلا تطلبوا المستحيل، وإن كنت شخصياً أرى أن الإعداد كان سيئاً جداً، وعندما أقول الإعداد فأعني البدني والفني والنفسي..!

في علم النفس الرياضي هناك جانبان مهمان.. ثقافة الانتصار والإنجاز وهي التي تتجسد من خلال هيمنة فكر المنجز على ذهنية اللاعبين، فترى فريقاً أو منتخباً دائم الانتصارات والنجومية ودائم الإنجاز وهو ما يتخلق شيئاً فشيئاً مع رجال مهدي علي الآن.

الجانب الآخر ثقافة الخسائر واليأس.. تلك تتولد من خلال إعطاء الهزائم فوق حجمها الطبيعي داخل عقول لا تستوعب ذلك الحجم، فيكون تأثيرها سلبياً جداً جداً، فتستمر ولا أقول تمتد لكامل حياة المجموعة، لكنها مؤثرة وقاتلة ولنا في بعض الفرق والمنتخبات عبرة..!!

الأبيض الصغير يحتاج الآن ليد حانية وقلب كبير وعقل أكبر.. لا تحملوه فوق طاقته، إلا إذا كنتم تبحثون عن كبش فداء.. هنا دعوا العقل والمنطق يحكم..!!

Email