على الرغم من توغل الملوثات البيئية بين ثنايا هونغ كونغ وتأثر سكانها بهذه المعضلة الصناعية نسبياً، إلا أن الدراسات تشير إلى أن شعب هونغ كونغ يعتبر من أكثر شعوب العالم عمراً وصحة وشباباً، حسب ما ذكره الدكتور إدوارد ليونج رئيس جمعية هونغ كونغ لعلم الشيخوخة!
وهذا الأمر ليس بسبب تعلق أطفالهم بالتاريخ الصيني العريق، ولا ولعهم بكرة القدم، بل لعشقهم للعبة المهجونغ أو الدومينو التي تحفز الدماغ وتؤخر الخرف، حيث لا زال المسنون هناك ممن تجاوزوا الثمانين يتذكرون استضافة بلادهم لكأس آسيا أول مرة عام 1956 وحصولهم على المركز الثالث. ولكن سهولة التذكر تكمن في عدد المنتخبات المشاركة حينذاك التي لم تزد على أربعة منتخبات فقط! ورغم ذلك يحسب لأدمغة عواجيزهم القدرة على التذكر على الأقل.
أضف إلى ذلك حرص كبار السن على ممارسة التايشي أو اليوغا لمدة تتجاوز الساعة يومياً للتخفيف من آلام المفاصل عبر تحريك مختلف مناطق الجسم بطريقة سلسة ومنظمة، فالصحة بالنسبة إليهم لا تكتسب بالوراثة، وإنما بالممارسة الدائمة، فالإنسان عليه أن يحارب من أجل أن يكون منتعشاً طوال مدة بقائه على هذا الكوكب.
وبكل تأكيد نحن كشعوب خليجية لن نبارزهم في هذا المجال حتى لا تستقبل شباكنا ملايين الأهداف.. فنحن لسنا من هواة الدومينو الصينية ولا التايشي.. والدليل موجود في ملاعبنا، فأصبح من الطبيعي أن نشاهد لاعباً من دورينا قد ترهلت عضلاته بعد أن احتضن جسده هرمون الثلاثين، ولكن رغم ذلك سنتغاضى عن هذه المناوشات المحلية لحرصي على عدم إفساد فرحتكم بالعيد. وإن تحدثنا عن مواجهة اليوم، أجد نفسي متفائلاً لأننا سنواجه هونغ كونغ بسلاحهم الذي يتفاخرون به على بقية شعوب العالم .. نعم، سنواجههم اليوم بمضاد الشيخوخة "النشاط الفني والحيوية التكتيكية".
خاصة لو تمت المقارنة بيننا وبينهم، فمعدل أعمار لاعبينا لا تتجاوز 24 عاماً، فيما نشاهد معدل أعمارهم 28 عاما، إذاً هم أقرب منا نظرياً من عالم الشيخوخة الكروية.. وأفضل وسيلة للتغلب على المنافسين هي اللعب على مستوى أفكارهم، وهذا ما فعله بالضبط مهدي علي الذي فضل إقامة المعسكر في الصين قبل مباراة اليوم، لأن هونغ كونغ تعتبر الحديقة الخلفية لقصر الصين العظيم. فالأفكار والثقافة والرياضة كلها تأتي بنمط واحد مستوحاة من التراث الصيني.
ولكن أعتقد بأن مكمن الخطورة الحقيقية التي سيواجهها مهدي علي تأتي من أفكار مدرب منتخب هونغ كونغ الكوري الجنوبي كيم بان جون، الذي يحارب من أجل وصول منتخبه لنهائيات آسيا.. والمعروف أيضاً عن المدرب كيم أنه كان لاعباً أشول.. ومغرماً بالضربات الثابتة.. ويبدو بأنه لا يعلم أيضاً أن مدربنا الوطني.. كان غارقا كذلك في حب الضربات الثابتة!.
كل التوفيق لزملاء سمعة، وبإذن الله العيد عيدان.
الإصبع السادس
الزهايمر قد يكون مفيداً بالنسبة إلينا.. في حال واحدة فقط.. إن رغبنا في عدم تذكر الهزائم!