وجهة نظر

التسويق والتشويق

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تتقدم أي دولة في العالم بطلب استضافة بطولة رياضية عالمية، فإنها تريد أن توصل للجميع أنها أهل للتحدي، وأنها قادرة على التنظيم والاستضافة بالمعايير التي تبهر كل من سيحضر، ويشاهد الحدث عن قرب وكل من سيشارك فيه من منافسين وإعلاميين، وهذا ما وضعته دولة الإمارات نصب أعينها، عندما تقدمت بطلب استضافة كأس العالم للناشئين لكرة القدم، التي ستنطلق بعد أيام معدودة، لتعيد لنا ذكرى النجاح الباهر الذي حققته الدولة عندما استضافت كأس العالم للشباب في عام 2003، مع فارق بسيط هو التطور الإعلامي والتقني المذهل الذي حصل منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، ومع ذلك فإن كأس العالم للشباب، تم الترويج لها بشكل كبير وأفضل مما نشاهده الآن، أو عفواً فنحن لا نشاهد ولا نحس ولا نستشعر أن هناك حدثاً عالمياً ضخماً، سيقام على هذه الأرض الغالية في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك.

هناك قاعدة مهمة في علم التسويق وهي التشويق فإذا أغفلت هذه النقطة فإن تسويقك لن يفيدك بشيء، فما بالك إذا افتقدنا الاثنين، التسويق والتشويق.

منتخبات عريقة ستحل ضيفة علينا، تتقدمهم البرازيل وإيطاليا والأرجنتين، ومنتخبات آخرى بحجم الأوروغواي والمكسيك وساحل العاج، ناهيك عن وجود أربعة منتخبات عربية، هي منتخبنا للناشئين ومعه المغرب وتونس والعراق، وكلها منتخبات لديها جاليات كبيرة، تتواجد هنا مما يدعوك إلى أن تطرح سؤالاً: ما الجدوى من إقامة عرس كروي كبير دون أن تدعو الناس له ؟ وكيف تدعو الناس دون ترويج وتسويق ولو بأضعف الإيمان عن طريق نشر ملصق واحد في الشارع،مازلت لا أشعر بأن البطولة ستنطلق بعد أيام، وأكاد أجزم أن هناك العديد من يشاركوني الشعور هذا، لقد سمعنا عن دعوة النجم الأرجنتيني الكبير مارادونا للترويج عن البطولة وهل هذا يكفي؟

وسمعنا أيضاً عن الترويج من خلال المراكز التجارية، ولكننا لم نشاهد في أكثر من مركز تجاري ما يدل على البطولة أو موعد انطلاقها، لدرجة أنني شخصياً وحتى هذه اللحظات لا أعرف أماكن بيع تذاكر المباريات، وأعرف بعد سؤالي هنا عبر هذا المقال أن الجواب سيأتيني، ولكن ضع في الاعتبار أنه عندما يتبقى على البطولة نحو ثمانية أيام، وهناك فئة كبيرة لاتعلم من أين تحصل على تذاكر المباريات فتأكد أن هناك خللاً تسويقياً كبيراً، ناهيك عن تغريدة كتبها واحد من الجماهير قائلًا: "اليوم فقط علمت أننا سنستضيف بطولة كأس العالم للناشئين" .

أنا لا أبالغ ياسادة، ولكن هناك ضعف تسويقي للبطولة التي للأمانة، قام المسؤلون عليها بجهد كبير من أجل توفير ماينجّحها من الناحية التنظيمية، وكل هذه التجهيزات والعمل الدؤوب من الظلم أن يذهب سدى، وأن تنطلق البطولة دون الحضور الجماهيري المأمول ، وما البطولات دون ملحها وعصبها وهم الجماهير التي يكفلون لك نجاح أي حدث أينما كان.

Email