وجهة نظر

بين عيسى وليفربول

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثناء عودتي للمنزل في السيارة، كنت أستمع لبرنامج «كورة تايم» عبر أثير الإذاعة، وكان البرنامج يكاد يغص من كثرة المكالمات الواردة، ولكن ما لفت انتباهي هو صوت من الزمن الجميل وكان لاعباً في عميد الأندية الإماراتية، فقد كان المتصل هو النجم الخلوق جداً عيسى جمعة، واحد من أبرز مهاجمي النصر عبر التاريخ، مهاجم مواطن تفوق على أجانب كثر أتوا ورحلوا عن الأزرق دون ترك بصمة، وحتى بعض اللاعبين المواطنين من بعد جيل عيسى جمعة ورفاقة لم يتركوا لجمهور النصر متسعاً في ذاكرتهم.

تذكرت زمن عيسى جمعة وقلت في نفسي، ترى هل يدرك من يمثل النصر اليوم أهمية وعراقة هذا الفريق وهذا الصرح وهذا النادي؟

وقبل ذلك هل يدركون أهميتهم هم كلاعبين يريدون أن يحققوا لأنفسهم ولناديهم بطولة ما؟ أم ليس لديهم طموح أبداً؟

أولى خطوات النجاح تبدأ بحلم وطموح، وثاني خطوات النجاح التخطيط لبلوغ الحلم، وثالث خطوات النجاح التسلح بالإصرار والعزيمة، بعض اللاعبين يشعرونك بأن كل هذا مشطوب من قاموسهم، ولا أخص لاعبي النصر بل أتحدث بشكل عام، وللأسف تشاركهم الإدارات أحياناً، لأنه عندما يغيب الهدف يغيب كل شيء معه، ويصبح الموسم بالنسبة للإدارة واللاعبين مجرد وقت وسيمر، وسنخسر فيه كثيراً وسننسي جماهيرنا بفوز بلا طعم في بعض المباريات.

هنا سأذكر لكم تصريح أحد لاعبي عجمان بعد تحقيقهم كأس اتصالات الموسم الماضي، عندما سأله المذيع هل كنت تتوقع الفوز بالبطولة فقال له: نعم، لأن هدفنا منذ البداية كان التركيز على الكؤوس، لأنها تناسب إمكانياتنا، ولم نفكر في الدوري بل خططنا لما هو مستطاع بالنسبة لنا.

إذاً، البطولة لم تأت بالمصادفة بل بالتخطيط والطموح، وقبل كل شيء وضوح الرؤية، ومن هنا أعود للحديث عن النصر الذي غاب عن البطولات لسنوات طويلة، ولكنه سيعود لها قريباً وكلنا نتمنى ذلك، ولكن على اللاعبين أن يدركوا أولاً هل يريدون أن يكونوا مجرد تشكيلة سنوية تخوض غمار البطولات ولا تكسبها، ومن ثم إنهاء مسيرتهم والاعتزال دون الظفر بأية ميدالية ذهبية، أو أن لديهم القدرة على صنع المجد لفريقهم ولأنفسهم ولنادي النصر أول أندية كرة القدم في الإمارات، الطموح يجب أن يسيطر على عقلية اللاعبين والعاملين، وبعدها ستتحقق البطولات، ومثلما قال عيسى جمعة نجم العميد في مداخلته الهاتفية مع البرنامج.

حيث ذكر أن والده رحمه الله كان من عشاق ليفربول، وكان يقول لعيسى من يريد أن يكون نجماً فعليه أن يتعلم من نجوم هذا الفريق، ويكمل عيسى حديثه، ويقول: كان ذلك في الثمانينات وكان الليفر في قمة توهجه، ويضم في صفوفه الأسطورة أيان راش الذي تأثر به عيسى كثيراً، وأصبح طموحه أن يصل لمستواه.

واليوم بعد كل هذه السنين اجتهاد عيسى وإخلاصه وروحه القتالية جعلت منه أسطورة في ذاكرة النصراوية فهل من متعظ؟

Email