بين الوحدة والأهلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأول مرة نعيش حالة من «اللخبطة الفكرية» بهذه الطريقة بسبب قرار إيقاف لم يصل في الوقت المناسب!

قرار يجعلك تعيش تناقضاً مع نفسك؛ فمرة تقول: من حق الوحدة أن يحصل على نقاط المباراة الكاملة .. ثم تراجع نفسك، وتقول: ما ذنب الأهلي الذي تضرر مرتين بسبب تأخر وصول القرار؛ تضرر لأن البعض قد يسيء الظن ويقول: من مصلحة الأهلي وصول هذا الخبر متأخراً، ونحن لا نشكك في الأهلي ولا في نيتهم، ولكن للأسف، هذا ما قد يخطر ببال البعض - وقد حدث - وخطر بالبال وتساءل البعض، ولكن لا نلوم هؤلاء أيضاً، حيث وضعتهم لجنة الانضباط في زاوية تجعلك تفكر في كل الاحتمالات، وفتحت باب "القيل والقال" والتأويل.

والسبب أن القرار الذي اتخذ لم يعمم، ولم يظهر إلى النور في الوقت المناسب! .. ولكنه انتشر مثل "النار في الهشيم" بعد فوز الفرسان على أصحاب السعادة، واضعاً الوحدة والأهلي في حيرة من أمرهما!.. بين مشجع وحداوي يمني النفس بالنقاط الثلاث وبين أهلاوي ينتظر تأكيد فوزهم، وإن كنت أرى أن لجنة الانضباط كانت يجب أن تقال أو تستقيل أو تحل.. سمها ما شئت، بعد مثل هذا الخطأ الذي لا يقع فيه مبتدئ، ولابد من قرار حاسم وحازم.

بلبلة لم يكن لها داع، ولكنها حدثت بسبب تقصير واضح في أداء مهام العمل، وإذا كانت هذه في بداية الموسم وفي الجولة الثانية، أي أن البطولات الآن لم تسخن بعد ولم تصل إلى ذروتها والوضع أكثر هدوءًا في اللجان العاملة، ترى ماذا سيحدث فيما بعد عندما يحمى الوطيس؟.

هل سنشاهد ما هو أدهى من هذا؟ ثم لماذا التأخير في الاجتماع واتخاذ القرارات بعد الجولة بيوم أو يومين على أقل تقدير؟.

لماذا على لجنة الانضباط أن تتريث وتنتظر كل هذا الوقت وتجتمع ليلة انطلاق الجولة مثلًا وتضع الفرق في موقف محرج؟.

فالأخطاء التي ترتكب في المباريات واضحة، والتقارير تصل أولاً بأول، ولا تحتاج إلى أيام طويلة حتى يجتمعوا ويقرروا، إلا إذا كانت لديهم مشاغل أخرى تجعلهم غير متفرغين، تماما للاجتماع إلا ليلة الجولة وهذا يجعلهم يتخذون قرارات لا تخرج إلا بعد فوات الأوان لتثير حفيظة الفرق وإداراتها وجماهيرها.

نحن لسنا ضد لجنة الانضباط أو أي شخص بعينه، ولكن ما حدث لم يكن احترافاً إدارياً أبداً، ولا يرتقي للمستوى الإداري الذي نأمله نحن الإماراتيين ونسعى لتحقيق أعلى المستويات دائماً وأبداً.

والأخطاء واردة.. ولكن ليس مثل هذه الأخطاء التي تعتبر كبيرة جداً في عرف العمل المنظم وفي ظل التطور الذي نعيشه، وهي قفزة رجعت بهم ثلاثة عقود للوراء، وإذا كانت حجتهم أن الجمعة إجازة لذلك لم يرسلوا القرارات.. فالمصيبة أعظم، لأننا باختصار في 2013 ولم نعد في السبعينات من القرن الماضي.

Email