طوال الأعوام الماضية كثرت الحملات الإعلامية والتقارير والمؤتمرات والندوات الصحافية، التي تتحدث عن مخاطر السمنة وتزايد أعداد المصابين بالسكري بشكل مخيف في دولة الإمارات، ولهذا تم اللجوء إلى هذه الحلول كنوع من المحاولات الجادة من أجل التخفيف والحد من هذه الظاهرة،
ولكن هذه الجهود المبذولة قد تضيع في وادي الإهمال والنسيان، وذلك لسبب بسيط، لأن البشر بطبعهم لا يحبذون النصائح التقليدية والوسائل التي تركز على الاستماع فقط دون تطبيقات عملية من شأنها أن تعزز لديهم مفهوماً أوسع وأشمل للصحة الرياضية.
أصبحنا في زمن صعب لا يقبل الحلول الروتينية، فالمجتمع بحاجة إلى عقول تفكر بطريقة مبتكرة وحديثة حتى يستوعب الفكرة بطريقة عملية، فالإنسان الآن لا وقت لديه لمحاضرات إنشائية من أجل أن نحذره من السمنة والكسل!!
وهنا وجب علينا أن نصفق بإعجاب لأفكار سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة الثقافة والفنون بدبي، هذا الرجل الذي تعامل مع الأخطار الصحية التي تواجه المجتمع بطريقة لافتة وذكية، عن طريق ابتكار بطولة دبي للياقة البدنية لتشجيع كل فئات المجتمع على ممارسة الرياضة بأسلوب رشيق وأنيق، وكأنها رسالة لكل طبقات المجتمع.. من أراد النجاة من مقصلة الأمراض فعليه بالتطبيق العملي.. لكي ينعم بصحة أفضل وحياة كريمة.
ومن أجل ضمان وصول الفكرة بكل سلاسة لجميع الجنسيات في الدولة، أمر سمو الشيخ ماجد بإقامة النسخة الثانية من البطولة في دبي مول، وبالتحديد في قاعة التزلج التي تم تغطيتها بالكامل لإقامة تمارين اللياقة البدنية، ومشاهدة أبطال الإمارات والعالم وهم يمارسون الرياضة أمام مرأى ومسمع كل زوار أكبر مركز تجاري على سطح المعمورة!
إنه ذكاء اختيار المكان وحسن توقيت الزمان بنهاية الأسبوع، حيث حضر الآلاف من الزوار الذين تفاعلوا بكل جوارحهم مع سخونة المنافسة، حتى أصبح المشهد مؤثراً ونحن نرى هذه الحشود الجماهيرية وهي تؤازر وتشجع بحرارة وتصفق للأبطال الرياضيين، وكأنهم يقولون سنكون مثلكم قريباً وسنستبدل الكسل بالنشاط والحيوية لتكون الرياضة أسلوب حياتنا!
هذه الرسائل والممارسات الإيجابية وصلت إلى قلوب الناس بكل عفوية وبساطة لأنها نابعة من المجتمع!
وكما يقال إن النجاح لا يولد هكذا بالمصادفة، فإن البطولة على مدار عامين من الجهد والمثابرة شهدت بزوغ نجوم إماراتيين في اللياقة البدنية، لا يقلون مستوى عن أبطال العالم، وهم الآن ينثرون عبير تجاربهم الناجحة لشريحة واسعة من الشباب الإماراتي بهدف خلق جيل رياضي صحي!
فشكراً من القلب لسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، على هذه الفكرة العملاقة، وحضورك لمدة عشر ساعات على مدى ثلاثة أيام متواصلة في قلب الحدث، أكبر دليل على حرصك الكبير على رؤية مجتمع الإمارات أكثر صحة ونشاط!
الإصبع السادس:
إخواني المدخنين أنتم غير معفيين من قراءة هذه السطور، فالرياضة وجبت عليك أيضاً! فلا تجعل سيجارتك إصبعاً سادساً غير مرغوب فيه!
