وجهة نظر

الودية دروس وعبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

 حتى الدقيقة السبعين من مباراة منتخبنا الوطني مع ترينيداد وتوباغو، كان كل شيء جميلاً من النتيجة إلى الأداء، مع وجود بعض الهفوات التي لابد منها هنا وهناك، ولكن ما إن وسعنا الفارق إلى ثلاثة أهداف حتى دخل لاعبو المنتخب في غفوة جماعية مانحين المنتخب الترينيدادي الفرصة للاستيقاظ وبالتالي تسجيل أول أهدافهم حتى تمكنوا من تعزيزه ومن ثم التعادل.

ولكن الأجمل أن لاعبي منتخبنا سرعان ما استشعروا المسؤولية، فقدموا كل ما في وسعهم لتصحيح ما حدث ولم ينهاروا ويستسلموا، بل تقدموا للعب ركلات الترجيح بكل ثقة وتركيز، فتمكنوا من الفوز وإرضاء جماهيرهم، المباريات دروس وعبر، والوديات يجب أن تكون هكذا، فإما أن نستفيد منها لأقصى مدى وإما (ما لها داعي)، الدرس الترينيدادي لابد أنه سيشكل جزءاً مهماً في ذاكرة اللاعبين، ولعل الشوط الأول من لقاء منتخبنا مع نيوزيلندا خير دليل،.

حيث شاهدنا توازناً في أداء المنتخب على مستوى خطي الهجوم والدفاع استمر طوال المباراة، وهذا هو المهم لأنه يعني أن هناك إصراراً على تصحيح أخطاء المباراة الأولى في الدورة الودية التي أقيمت في العاصمة السعودية، وكم كنا نمني النفس بنهائي خليجي، ولكن لم يحدث ذلك، وكان في النهائي طرف خليجي واحد هو منتخبنا الذي كان أكثر تنظيماً وانضباطاً من مباراته الأولى، ولا نلومهم إذا ما قسنا فترة توقف المنتخب التي استمرت منذ شهر مارس الماضي، أي ما يقارب ستة شهور وهي مدة طويلة جداً في عالم كرة القدم، ولكن المهم الآن أن الغاية المرجوة من المشاركة في هذه الدورة قد تحققت ولله الحمد،.

وهي تجهيز المنتخب للاستحقاق المقبل في الشهر المقبل، عندما يقابل منتخب هونغ كونغ في تصفيات كأس آسيا، كما أن الصورة الآن باتت أكثر وضوحاً للمهندس مهدي علي، لجاهزية الأبيض ونقاط الخلل، فأن تقود المنتخب بعد ستة شهور وفي بداية الموسم أمر صعب لأسباب كثيرة أبرزها عدم اكتمال اللياقة رغم انخراط معظم اللاعبين في معسكرات أنديتهم.

وسبب آخر مهم هو فترة توقف اللاعبين عن لعب المباريات مع أنديتهم في مسابقات رسمية، ومع هذا ولله الحمد كتب للمنتخب النجاح والتوفيق في هذا الاختبار الودي الذي لم يخل من الندية والقوة والحماس، ولعل حديث المهندس مهدي بعد المباراة يثبت أن النجاح هذا لم يأت عبثاً ولم يأت من فراغ،.

وأكثر ما أعجبني في تصريح مدرب منتخبنا هو عندما قال إن اللاعبين لا يحبون الخسارة حتى أثناء التمرين، وهذا بحد ذاته شيء يدعو للفخر بأن يكون لديك نجوم معجونون من طينة القتال، وبعقلية الفوز والانتصار، وكما أكد المهندس أن الفوز مهم حتى ولو كان ودياً لأنه يحرك إلى المزيد من الانتصارات، وهذا ما ننتظره في المباريات المهمة الرسمية للأبيض الغالي.

Email