وجهة نظر

انتهى الموسم

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهى الموسم الكروي محلياً، وفيه كتب في السجلات أسامي أصحاب الألقاب والإنجازات فقط، وباقي الفرق من فئة لم ينجح أحد، ربما لن يتذكر أحد حتى في أي مركز أنهت موسمها، وقد يقول البعض «الثاني والثالث والرابع مهمين» حتى نضمن الدخول في دوري أبطال آسيا، ولا أعرف أي أهمية تلك التي يتحدثون عنها طالما سنذهب للبطولة من أجل لعب دور الكومبارس فقط، أو إذا أردت أن تقولها بطريقة أخرى فهي أن فرقنا هي جهاز السحب الآلي الذي تسحب منه الفرق الأخرى ثلاث نقاط ثمينة في مشوارها الآسيوي، فيصعد من يصعد ونخرج نحن من بوابة دور المجموعات.

انتهى الموسم فعلياً في الملاعب والمدرجات، لكنه بدأ في المكاتب وأروقة النوادي بين سمسار قادم وسمسار خارج، وبين «دي في دي» للاعب سوبر بعد التعديل من خلال أجهزة المونتاج وبين لاعبين آخرين لا يملك السمسار «دي في دي» لهم، فيطلب من الإداري مشاهدة عن طريق «اليوتيوب» الذي يظهره يركل الكرة من منتصف الملعب ثم تشاهد المقطع سيئاً للغاية وتفاجأ بوضوح المقطع وقت دخول الكرة في شباك الحارس، وكل ما نتمناه أن يركز الإداري على قميص فريق المهاجم، هل هو نفسه وقت تسديد الكرة أم أنه تغير وقت الاحتفال بالهدف، مجرد تركيز بسيط يا سادة من أجل حماية المستهلك ليس أكثر.

انتهى الموسم في الإمارات وبدأ التفكير في أين سيقام المعسكر وفي أي دولة وفي أي من مدنها التي تنفع لإقامة المعسكر، وكل ما نتمناه هو أن يقام المعسكر في مكان مؤهل لاستضافة فرق كرة القدم وتهيئتها للموسم المقبل، وألا يتم الاعتماد على مسبح الفندق الذي عادة ما يكون يغص بالسياح، ناهيك عن المرافق الأخرى، نريد أن يكون المعسكر ناجحاً بكل المقاييس بالفعل، وليس تصريحاً تتزين به صفحات الصحف والجرايد، لأننا اعتدنا على مشاهدة ما هو عكس التصريح، فما إن ينطلق الموسم وتبدأ المباريات فعلياً حتى تنكشف نتائج المعسكرات ومدى الاستفادة منها، وهناك مطلب صغير جداً، هو أننا نريد أن نسمع عن إقامة مباريات تجريبية مع فرق حقيقية.

انتهى الموسم وبدأت شائعات وأخبار الانتقالات والصفقات تزداد سخونة، حالها حال ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة تزامناً مع دخول فصل الصيف، الجماهير تترقب، وتتمنى وتحلم وتتنظر وبعض الأحيان تستغرب وترفض الصفقة الفلانية، ولأن إرضاء الناس غاية لا تدرك، فعليك أن تتخيل أن إرضاء المشجع غاية قد ترمي بالإدارات إلى الهلاك، لأن الجماهير لا تعترف بشيء سوى حصاد الموسم، وأكثر ما يستفزها هو أن يقول أحدهم نحن نبني فريقاً للمستقبل، وهذه مقولة أصبحت منتهية الصلاحية في عصرنا الاحترافي، الآن المستقبل موجود في السوق عليك أن تجد (الكاش) المناسب لشرائه، وبين ليلة وضحاها ستجد فريقكم السوبر جاهز للمنافسة وحصد الألقاب، لم يعد هناك مستقبل، أصبحت هناك بضاعة ومشتر، وفريق ولقب وفرحة جمهور..

وانتهى الموسم.

Email