وجهة نظر

وتستمر الأخطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

قريباً نستعد جميعاً لوداع هذا الموسم المليء بالتخبطات، المليء بالأخطاء الإدارية والفنية، سيرحل موسم ويأتي آخر، والعقلية هنا دائماً تفرض على الاستعداد للموسم المقبل، وقليل جداً من يفكر في تصحيح أخطاء موسمه الماضي، قبل أن يبدأ ترتيب أوراقه، وهنا يكمن الخلل، لأننا نستقبل العام الرياضي الجديد بعلاج مؤقت لا يخفي الجروح، بل يسهم في عودتها من جديد، وبشكل مؤلم أكثر.

فهناك إدارات تتعاقد مع اللاعبين، في ظل عدم وجود المدرب، وما إن تتعاقد مع المدرب، حتى تبدأ رحلة استنزاف الخزائن، فبعض المدربين لا تعجبهم اختيارات الإدارة، والنتيجة يذهب أجنبي ويأتي غيره، وقد يفشل هذا الأجنبي ربما، فيبدأ الفريق رحلة الضياع بين الأجانب والمدرب والإدارة، والنتيجة هي إقالة المدرب وتبديل اللاعبين في أقرب فرصة، ومئات اليوروات تطير في الهواء، دون حسيب أو رقيب! نصيحة بسيطة، أغلب فرقنا انتهى موسمها مبكراً، كان الأجدر ببعض الإدارات التي تعشق تغيير المدربين، أن تبحث عن المدرب البديل مبكراً، حتى يتسنى له متابعة ما تبقي من الدوري، وأخذ فكرة لا بأس بها عن الفريق الذي سيشرف عليه ليعرف مكامن الخلل، وليعرف احتياجاته، وليوفر على الجميع جهد البحث واستنزاف الميزانيات.

إدارات أخرى، وبمباركة مدربيها، يبحثون عن لاعبين كبار في السن، نستطيع أن نقول عمرهم الافتراضي في الملاعب على مشارف الانتهاء، ولكن سعرهم مغرٍ، فيتم جلبهم للفريق، وقد يفيدك في بعض المباريات، ولكن يبقى الأفضل أن تستثمر في لاعب شاب من أبناء النادي، وتمنحه الثقة والفرصة لو بالمشاركة كبديل، لأنك بلا شك ستستفيد منه لمدة عشر أعوام قادمة، وبنصف راتب اللاعب المنتهي!.

وهناك إدارات أخرى تعشق شراء الأخضر واليابس، وما ستحتاج له، وما لن تحتاج له أبداً، ولا ضير في ذلك إن كانت ستعول عليهم جميعاً، وتوزع الأدوار لهم طوال الموسم، ولكن أن تشتري لاعباً يكون حبيس دكة الاحتياط لفترة طويلة من الموسم، ففيه ظلم كبير للاعب وللنادي أيضاً، الذي سيكتشف بعد فترة وعند الحاجة القصوى للاعب، أنه بعيد عن مستواه، ناهيك عن عوامل نفسية أخرى، مثل فقدان الثقة في النفس والإمكانات، لذلك احرص على جلب من يفيدك ومن ستحتاج لخدماته، وإن كان لديك زيادة، فلنقلد فرق أوروبا ونعيرهم للعب في فرق أخرى، حتى يكسبوا مزيداً من الخبرة، وحتى نضمن استمراريتهم داخل المستطيل الأخضر.

الأخطاء كثيرة ومستمرة ومتكررة في كل موسم، هناك فئة قليلة تحاول جاهدة لتداركها، وهناك من يعيد ويزيد فيها، حتى أصبح الإعلام يكرر نفس الكلام كل موسم بسبب الأخطاء التي نعيشها سنوياً على مستوى الرياضة، وكأن كل موسم عبارة عن قص ولصق من الموسم الذي قبله.

وكل ما نريده هو المزيد من التفكير ودراسة الوضع من قبل الإدارات قبل البدء في التحضير للموسم المقبل.

Email