دبابيس

التحقيق في الفشل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخسارة واردة في أي وقت وفي أي مجال، ولكن أيضاً للخسارة أسباب وظروف وعوامل خارجية، وأيضاً أقول إن خسارة عن خسارة "تفرق"، فتوجد خسارة تسمى "بياض وجه"، وخسارة توصف بكارثة أو مصيبة.

هذه المقدمة أقصد بها الهزيمة المخيبة للآمال، فلا تنتسب لصاحبها فقط، بل إلى كرة الإمارات، فعندما ترشح الأخ العزيز يوسف السركال لانتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي، وكان يعلن بكل ما أوتي من قوة، سواء بأجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، أو حتى (بالتغريدات الذهبية) على تويتر وغيرها، أنه فائز لا محالة، وأنه "ضامن" الأصوات من قبل الآخرين، وكان يتكلم بثقة عالية جداً، حتى أننا تأكدنا أنه لا مجال إلى "الشك" أن "كرسي" الرئاسة الآسيوي في "جيبنا"، وعشنا هذا "الوهم" طيلة الأيام الماضية، حتى إن الكثير من الرياضيين سهروا حتى الصباح بانتظار النتيجة "الذهبية"، وفوز ممثل الإمارات، ولكن أتتنا "الخيبة الكبيرة"، ليس بخسارة مرشحنا فحسب، بل بعدد الأصوات التي نالها، وهي خمسة فقط!! إضافة إلى صوت الإمارات، ليكون الإجمالي ستة أصوات، فكانت "صدمة" للرياضيين في الإمارات، وامتدت إلى أعلى المستويات.

المفاجأة أيضاً جاءت من المرشح التايلندي ماكودي، الذي لم يرشحه أحد، وكان خارج "الحسبة" تماماً، فنال عدد أصوات أكثر من مرشحنا العزيز.

وبعد كل هذا، بدأت أصابع الاتهام "تتوزع" على هذا وذاك، وأحياناً يقولون إن السركال تلقى "طعنة بالظهر"، وقيل أيضاً إن "الخيانة" سبب في ذلك، وغيرها من الأسباب.. وهنا أقول، مهما صار ومهما حدث، ومهما ومهما.. فتبقى الهزيمة، وأقولها، للأسف، "فضيحة" لكرة الإمارات.

عموماً.. الذي حدث.. حدث.. ومهما حصل من أخطاء أو انتكاسات، يبقى بو يعقوب ابن الإمارات، وأحد الشخصيات المحبوبة في مجتمعنا الرياضي، وله إنجازات كبيرة لا ينكرها أحد، ولكن كانت "صدمتنا" قوية وضربة قوية بالرأس، فارفع "رأسك" يا بو يعقوب، وبدلاً من "سكوتك" وعدم تصريحك لوسائل الإعلام بأسباب الإخفاق، عليك أن "تشرح" للرياضيين، وبكل جرأة، لماذا خسرت بهذه الصورة الغريبة؟ رغم كل ما توفر لك من "دعم" مادي ومعنوي، ومن أعلى المستويات، لأن الجميع يريد أن يعرف الأخطاء، وأسباب هذا الفشل، حتى لا تتكرر التجربة مستقبلاً، لأن "اللي فينا يكفينا"!!

قالوا لي قبل ظهور نتيجة الانتخابات الآسيوية بفترة.. لماذا لا تكتب عن حملة السركال، وكم نسبة نجاحه؟، وغيرها من الأسئلة.

وأقولها الآن بعد ظهور النتيجة، أنا لم أتطرق لموضوع الانتخابات سابقاً، لأنني عرفت أن الشيخ أحمد الفهد، رئيس المجلس الأولمبي، وشقيقه طلال، هما الداعمان الأساسيان للشيخ سلمان، وعلمت حينها أن الأمور ستذهب على غير ما نشتهي، لأن خبرة (عيال الفهد) وعلاقاتهم وطريقة تعاملهم مع جميع الأطراف، تضمن إلى حد كبير النجاح، وباكتساح، وعليه، وجدت السكوت من ذهب.

Email