وجهة نظر

الحدث الأكبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

القنوات كلها فتحت المجال لتحتضن صراع الانتخابات الآسيوية، هناك من تميز، وهناك من كان فقط يعمل بمبدأ حشر مع الناس عيد، على عكس من خصص ساعات طويلة للتحليل والتفنيد واستضافة نخبة من المسؤولين والنقاد والمتابعين للساحة الخليجية، ومنهم من اكتفى بعمل (ريتويت) لما تغرد به القنوات المجتهدة، وبين الغث والسمين، استوقفتني قناة خليجية.

حيث شدني حديث ساخن يديره المذيع الذي كان أشبه بالذي يتباكى ويقول، إن المرشح الشيخ سلمان في يوم من الأيام رفض أن يؤجل مباراة لنا مع أحد المنتخبات (منتخب البلد الذي ينتمي إليه المذيع بالطبع)، وكان مصراً على الوقوف عند هذه النقطة، ويكررها أكثر من مرة، رغم أن ضيوفه لم يعيروا النقطة أي أهمية، ومن حق المذيع أن يناقش الأمر، ولكن من حق المشاهد أيضاً أن يحصل علي مادة دسمة، وعلى برامج أكثر فائدة ونقاط أكثر أهمية.

لا سيما أن هناك تصريحاً قوياً من يوسف السركال، طالب من خلاله الهيئات المعنية التحقيق في الانتخابات وشراء الأصوات، خصوصاً أن حديثه كان واضحاً، عندما دعى للتحقيق لمعرفة من الذي يحاول التأثير والتلاعب بالتصويت، هذه النقطة غاية في الأهمية والخطورة، لأنه آن الآوان أن تنزع كرة آسيا رداء الفساد، ويبدأ تطهيرها، وكفانا عبثاً بالرياضة التي من المفترض أن تكون نظيفة ونزيهة ولا تشوبها شائبة.

ولا شك أن هناك نقطة ستحدث لأول مرة في تاريخ الانتخابات الآسيوية، وهي النقل المباشر عبر شاشات التلفاز للحدث الرياضي المهم، وبين ترحيب البعض لهذا النقل، ورفض جهات أخرى، فمرشحنا الإماراتي يوسف السركال أعلنها، أنه لا يمانع أبداً بالنقل، فيما تحفظ الشيخ سلمان الخليفة مرشح مملكة البحرين، وهو ما وضع الأمين العام للاتحاد الآسيوي في حرج، خصوصاً بعد أن تقدمت العديد من القنوات واشترت حقوق النقل بمبلغ وقدره 120 ألف دولار.

شخصياً، لا أرى مانعاً من بث أحداث وتفاصيل انتخابات آسيا، فاللعبة مكشوفة، والأوراق مكشوفة، وليس هناك ما يخفى وما يخيف، ومن الجميل أن يدخل أي رئيس سيتم انتخابه، عهده الجديد بشفافية ووضوح، ويكون وصوله للكرسي أمام الجميع، وبمتابعة دقيقة، لم تعد هناك أسرار في عالم كرة القدم وإدارتها، وكم تمنينا، نحن كعرب، لو كان هناك مرشح واحد يقف الجميع خلفه، ويصوتون كلهم له، عموماً، كل ما أتمناه من كل قلبي، هو بكل تأكيد فوز مرشح الإمارات يوسف السركال، كما أتمنى أن يكون ما حدث في هذه الانتخابات درساً للجميع، من أجل مرشح عربي واحد في المستقبل، لتجنب كل السلبيات التي حدثت، وما تلتها من حرب تصاريح، وأحياناً مهاترات، لم يخرج أحد منها بفائدة.

Email