وجهة نظر

حديث العاطفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعرف عنا في العالم العربي أن العاطفة تسيطر على آرائنا في مواقف كثيرة، بعكس أغلب الإنجليز الذي يعرف عنهم أنهم يتميزون بدم بارد يجعلهم يقدمون المنطق على عاطفتهم، وهذا الأمر ليس بالضرورة حقيقة، ولكنه مفهوم سائد عند الأغلبية، وأنا منهم حتى تسنت لي الفرصة وشاهدت وسمعت حديث المدرب الإنجليزي تيري فينابيلز الذي سبق وأن أشرف على تدريب منتخب انجلترا وفريق برشلونة.

وفينابيلز كان ضمن فريق التحليل لاستوديو مباراة مانشيستر سيتي وتشيلسي في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وعندما سئل عن توقعاته لنتيجة المباراة أجاب بكل صراحة قائلا "أنا من عشاق تشيلسي وأتوقع ألا يكون مان سيتي في يومه ويخسر منهم".

وهنا لم يكن عقل تيري الذي يتحدث بل كان قلبه بدافع العاطفة تجاه الفريق الذي لعب له لمدة ست سنوات ومثله في أكثر 200 مباراة فمن الطبيعي أن ينجرف خلف عاطفته ومشاعره، ولكن هذه العاطفة خانته لأن النتيجة كانت عكس ذلك وتيفيز ورفاقه قدموا مباراة كبيرة تمكنوا من حسمها بهدفين مقابل هدف وبالتالي التأهل للنهائي، حيث سيقابلون ويغان بقيادة الحارس العماني العملاق علي الحبسي الذي أصبح على بعد خطوة واحدة من أن يصبح أول لاعب خليجي يفوز بلقب انجليزي في حال فوزهم باللقب.

وإن كنت أرى أن الأمر قد يكون صعباً نوعا ما أمام فريق قوي جدا مثل مان سيتي الذي تفوق على علي الحبسي ورفاقه في آخر ست مواجهات بينهم، كما أن الفريق السماوي يملك أسماء رنانة لها وزنها في الساحة الإنجليزية، ولكن القوة والأسماء أحيانا تخذلك في مباراة الكؤوس التي ليس لها معايير ولا مقاييس وكثيرا ما تسيطر عليها عنصر المفاجأة التي يريد مانشيني أن يتجنبها لكي ينقذ نفسه وينقذ موسم الفريق الذي يشرف عليه بعد أن أصبح أمر الدوري شبه محسوم للخصم اللدود مانشيستر يونايتد.

ومن وجهة نظري المتواضعة أنه حتى لو فاز مانشيستر سيتي بكأس انجلترا فإن ذلك لن يغطي على الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها المدرب الإيطالي طوال الموسم، ربما ينهي السيتزن موسمهم في المركز الثاني في سلم الترتيب في الدوري وبالتالي التأهل لأوروبا ولكن ماذا بعد ذلك؟

فالمشاركة الأوروبية في الموسمين الماضيين كانت ضعيفة جدا مقارنة بالأسماء المتوفرة في صفوف الفريق وبعض المباريات أثبتت أن الفريق بحاجة لفكر وتدخلات مدرب محنك في الساحة الأوروبية، مانشيستر سيتي وجماهيره تطلعاتهم كبيرة ودرب البطولات عرفوا طريقه ولن يتنازلوا عن المشي فيه بثبات ولكن مثل هذه الأمور تحتم على القائمين عليه أن يعيدوا تقييم أداء مانشيني وأن يتسوق الفريق جيدا في الصيف عندما يفتتح سوق اللاعبين ليغطي الضعف الذي يعاني منه الفريق في بعض المراكز، فمشجعو الفريق متعطشون لمزيد من الألقاب محلياً وأوروبياً بكل تأكيد.

Email