وجهة نظر

شيخوخة اللاعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تابعت تقريباً كل مباريات الفرق الإماراتية بدوري أبطال آسيا، ووجدت أن كل الفرق تعاني من ضعف كبير في اللياقة البدنية وتوزيع الجهد داخل المباريات.

اللاعب الإماراتي ينهار «وحتى اللاعبين الأجانب»، خاصة في الثلاثين دقيقة الأخيرة، كما أن أي احتكاك قد يبعده أو يجعله غير قادر على اللعب بشكل طبيعي، وللأسف الشديد هذه معضلة لم ينتبه لها الكثيرون، فالاعتماد على المدرب واسمه مطلب، لكن الأهم هو من يصنع الجاهزية البدينة للعناصر التي ستلعب، وأعني مدرب اللياقة البدينة والذي غالباً يأتي باختيار المدرب دون أن تتمحص إدارات الفرق تاريخه أو شهادته بل تبصم على طلب المدرب، والضحية هي نتائج الفريق.

نعم اللاعب الإماراتي يتحمس، ولديه دافعية كبيرة جداً، لكنه لا يستطيع أن يقاوم أبداً، ولو رجع المتابع الكريم للمباريات السابقة، لعرف كيف أن الواقع يؤكد أن الفرق متراجعة لياقياً بشكل يثير الأسئلة حول دور الرقابة الإدارية والمساءلة، وكذلك سبب انخفاض ثقافة الاحتراف لدى اللاعبين المترهلين بخطوات ثقيلة يدفعها الحماس وقتاً، لكن المراهنة عليه قاتلة.

في كأس الخليج الماضية تزامن ذكاء المدرب مهدي علي مع إعداد لياقي كبير «متعوب عليه» للاعبين، وارجعوا للمباريات وستشاهدون ذلك جلياً.

لن تعود الفرق الإماراتية قوية متناغمة مع الإرادة الكبيرة لقادة رياضة البلاد، إلا بزيادة ترمومتر اللياقة البدنية، ووقف سهر اللاعبين وعاداتهم الغذائية السيئة، والتي قد تؤدي إلى «شيخوخة اللاعب»، فهي من تدمر الأحلام في المنعطفات القوية، لأنها تكشف الحقيقة.

انظروا للمستقبل وضعوا اللاعبين أمام مرمى استراتيجية تقوم أولاً وأخيراً على قياس حقيقي للياقتهم البدنية وإلزامهم بتمارين الصباح المستمرة، وعدم التهاون في ذلك، لأن عاطفة بعض الإداريين هي من تدمر أي توجه احترافي، بسبب الحرص على قضم البطولات الجاهزة وعدم رسم المستقبل الحقيقي لكرة الإمارات..

بقي أن أقول إن اللاعب الإماراتي أثبت وجوده، وأقصد اللاعب الشاب، وأرجوكم لا تدمروه.. فقط أفهموه.. «قدر ما تعطينا نعطيك».

Email