وجهة نظر

آسيا.. والسركال

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتذكر السعوديون جيدا ولا ينكرون موقف يوسف السركال الجميل والتاريخي عندما ساهم في عملية التصويت لاختيار فريق النصر السعودي بطل السوبر الاسيوي عام 1998 كممثل لاسيا في اول نسخة لمونديال الأندية عام 2000 بدلا من جابيلو الياباني بطل اندية آسيا 1999، عندما كان ابو يعقوب عضو بلجنة المسابقات، كما لن ينسى السعوديون ايضا موقفه القانوني التاريخي باجبار الاتحاد الاسيوي على سحب قراره بوجوب استقالة اي مرشح لمناصب آسيوية من منصبه الاسيوي، ليفتح المجال واسعا لتقديم حافظ المدلج كمرشح توافقي بعيدا عن قلق طيران المنصب وكذا المناصب للاخرين، لكن السعودية كانت الاكثر قلقا على اعتبار ان وجودها كان مهما وهي تدرك ان توافقها لن ينجح.!

ذكاء وقوة السركال في مضمار القرار الاخير وجه رسالة هامة لمضمون شخصيته فمنافسوه لم يبذلوا جهدا قانونيا لمنع القرار مثلما فعل السركال الذي اشتم رائحة الغدر والضغط فأفشلها بحكم القانون.!

السركال ايضا كان الوحيد الذي نادى منذ اعلانه للترشح بالتوافق بل انه طلب عشرات المرات التصويت على اي مرشح وإعلان انسحابه اذا لم يتم التصويت له بالسر او العلن كما يريد العرب. لم ينتبه احد للسركال، وحتى عندما انتبهوا كان الوقت قد طار.!

السركال جمع كل السيناريوهات عنده فكان الرجل الشامل الحكيم الذي يثق بنفسه ويوجه رسائله بأدب وحزم اذا اقتضى الامر، كما فعل مع الكويتي احمد الفهد.

هذه العقلية هي ما نحتاجه في آسيا لاسيما وأنه اول من وضع خطة تطوير هائلة واعلنها بين كل المرشحين والتي تتضمن زيادة ادوار نواب الرئيس الاسيوي ووظائفهم التنفيذية اللامركزية كل بحسب منطقته الجغرافية، وهو الامر الذي جعل الاتحاد الاسيوي ميدانا للتنافس بعيدا عن سياسة الرجل الواحد وهذا الامر لا يفعله سوى شخص يثق بنفسه كثيرا.

السركال.. الاكثر خبرة.. والاكثر شفافية.. يعيب عليه منافسوه تباين مواقفه وفقا لميل المصالح لديه، وهو امر يفعله الجميع بالسر ولكن يميز السركال أنه يفعله علنا دون خجل، فهو اولا وأخيرا مستأمن على مصالح بلاده ومصالح علاقاتها، وهذا يحسب له وليس عليه.

شخصيا أميل للعزيز يوسف السركال ليكون الرئيس الاسيوي القادم، وأجزم انه لو خسر فلن يغير الواقع بقناعاته شيئا بل سيظل ممثلا وطنيا كما كان، وستكون آسيا هي من ستخسره رئيسا.!

Email