وجهة نظر

ليس في يومه

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفوز والخسارة أمر وارد في كرة القدم، ومن يستغل خطأ الآخر يفوز، وهذه الأخطاء ليس بالضرورة أن تكون داخل الملعب من اللاعبين، المدربون أيضا لهم أخطاؤهم التي قد تكون قاتلة أحيانا، مثلما شاهدنا في مباراة الأهلي والشباب، وأول تلك الأخطاء كانت مشاركة غرافيتي منذ البداية وهو الموقوف لفترة طويلة ونحن لسنا خبراء تدريب ولكن هناك مسلمات للأمور، والفريق في مباراة الوصل كان قد قدم مباراة رائعة هجوميا فلماذا العودة خطوة للوراء؟ والأدهى أن غرافيتي تقدم بنفسه لتنفيذ ضربة الجزاء وسددها في القائم، وهذا دليل آخر على التسرع في إشراكه، وكان الأجدر أن يتقدم لركلة الجزاء من هو جاهز، ولكن يبدو أن اللاعب كان مشتاقاً لمعانقة الشباك وهذا حق مشروع، ولكن لا لتقديم المصلحة الشخصية على مصلحة الفريق، وأتصور أن على مدرب الفريق كيكي مراجعة أموره ويكفي أنه يملك ورقة رابحة مثل أحمد خليل ويصر على أن يبقى حبيس دكة الاحتياط.

الشباب على الجانب الآخر أثبت أنه كما يقول المثل الخيل الأصيل تسبق تالي، فمن البدايات المدوخة والمتخبطة إلى سلسلة انتصارات وبطريقة السهل الممتنع. وشعاره استخدم أدواتك بالطريقة الصحيحة، وما أعجبني أكثر هو تعامل الإدارة مع باكيتا حيث ظل يعمل بهدوء وصمت، حتى وصل الأخضر لهذه المرحلة ويجب أن نشيد بحالة الاستقرار التي يعيشها الفريق على صعيد اللاعبين الأجانب، وعدم تغيرهم في فترة الانتقالات الشتوية وهذه نقطة مهمة جدا تحسب لهم.

وربما أكثر ما يثير الانتباه هذه الأسبوع هو قرار إقالة مدرب الجزيرة بوناميغو، وقد يقول البعض إن القرار متوقع ولكنه تأخر كثيرا، وإن كنت أرى أنه أتى في الوقت المناسب للبيت الجزراوي الذي أدرك منذ فترة أن بوناميغو ليس الشخص المناسب لهم، ولكن لم يتسرعوا في إقالته قبل أن يبحثوا ويدرسوا الوضع جيدا، حتى توصلوا لمن هو أنسب للفترة المقبلة وهو الأسباني ميا، الذي نتمنى أن تعود معه محركات الفورمولا للعمل (مية على مية)، خصوصا وأن المدرب الأسباني الجديد يملك سيرة ذاتية رائعة، ولكن السيرة الذاتية في دول الخليج أحيانا لا تكفي، فالحزم وكريزما المدرب مطلوبة أكثر، والجزيرة من الفرق التي توفر لكل من يعمل في النادي البيئة السليمة للعمل بأريحية، والآن يبقى الدور فقط على بعض اللاعبين للعودة لسابق عهدهم، حتى يكتمل مثلث النجاح المكون من الإدارة والجهاز الفني واللاعبين.

في الختام دعونا لا نقول أتمنى أن يكون فريقي اليوم في يومه، ولكن يجب أن نقول أيضا أتمنى أن يكون مدرب فريقي في يومه، لأن (تخبيص) المدربين أحيانا قد يكلفك فاتورة تدفع حسابها بثلاث نقاط.

Email