وجهة نظر

خبير يمشي الأمور

ت + ت - الحجم الطبيعي

في علم الإدارة هناك خمس وظائف أساسية وهي التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة تأملها وأبحث عنها في إدارات الأندية ستجدها في ثلاثة أو أربعة أندية بالكثير، أما البقية فستجد ربما اثنين من الخمسة أو ثلاثة على أقل تقدير، وهذه كارثة رياضية للأسف، لأنه إذا كان الأساس هشاً فلا تتوقع أن يكون الباقي صلباً.

لهذا رياضتنا لن تتقدم كثيراً لأن مفهوم الإدارة لايزال مثلما كان عليه الوضع منذ أن انطلقت مسيرة الرياضة في البلاد، ونشاهد سنوياً بعض من يعتزلون اللعب الكروي، ينضمون للعمل الإداري دون أن يكلف النادي نفسه مراجعة السيرة الذاتية للاعب، فهل هو مؤهل علمياً للعمل الإداري؟ أم إن وجوده كلاعب في الفريق منحه بعض المعرفة والدراية ماجعله خبيراً (يمشي الأمور)، الإدارة الرياضية علم بحد ذاتها والإداري الرياضي اليوم يجب أن يكون مؤهل علمياً لكي يتحكم في مصير نادٍ بأكمله، فإذا كان اللاعب الذي يريد أن يصبح مدرباً عليه خوض دورات تأهيلية حتى يحصل على رخصة التدريب، فلماذا لا تكون هناك رخصة أيضا للعمل في الإدارة الرياضية؟!

وإذا كان البعض يرى أن مسألة الرخصة الإدارية معقدة فلماذا على أقل تقدير لا يتم إرسال من سينخرط في العمل في هذا المجال المهم الى دورات مختصة في علم الإدارة الرياضية حتى تكون لديه فكرة علمية عن ما هو مقبل عليه؟

في كل المجالات اليوم أصبح العلم هو الركيزة الأساسية للنجاح إلا في الإدارة الرياضية لدينا لاتزال هناك بعض الإدارات غير مؤهله تماما للعمل ولقيادة صرح رياضي كبير، أضف الى ذلك أن أغلب من يعملون في هذا المجال هم من المتطوعين، وهنا أيضا خلل آخر، لأن التطور لن يأتي طالما هناك إدارات تداوم نصف يوم، فكيف لإدارات غير محترفة أن تقود فرقاً محترفة؟ وهذا يعد خللاً كبيراً في المنظومة الرياضية، وأعتقد أن الأوان للاحتراف الإداري وإعادة هيكلة الأندية الرياضية بطريقة تجعلها شركات حقيقية فيها موظفون على أعلى مستوى، وكفى ما نشاهده في بعض الإدارات من تخبط وما نراه من إداري غير متفرغ للنادي لأن لديه أولويات أخرى في المساء، وما نراه من إداري يداوم في إمارة وفريقه في إمارة أخرى حتى أصبحت الأمور أحيانا تدار بالهاتف، وهذا لن يخدم الفريق ولا الإداري نفسه، خصوصا وأن الإدارة تعتبر الأداة الأساسية المنفذة لسير العمل، والنجاح يتطلب حضوراً فعلياً وفعالاً ومراقبة عن قرب لكل شاردة وواردة، فما نشاهده بأعيننا يختلف تماماً عما ينقل لنا عبر الهاتف.

ختاماً.. لكي تنجح يجب أن تجتهد، ولكي تتميز يجب أن تتفانى، ولكي تبدع يجب أن تكون موهوباً إدارياً، ومن بعدها تصقل موهبتك بالعلم والمعرفة.

Email