وجهة نظر

عودة أصحاب السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أعاد فريق الوحدة إعادة تسجيل اللاعب البرازيلي مارسيلينهو في انتدابات الشتاء الأخيرة، انقسم المراقبون للشارع الكروي في الإمارات إلى قسمين، بين مؤيد ومعارض لعودته، فهناك من قال إن العنابي يستطيع أن يأتي بالأفضل، وهناك من قال إن الجهاز الفني للفريق أدرى بحاجة فريقه، ناهيك عمن تمنى لو يمنح مدرب الفريق برانكو، المهاجم المواطن سعيد الكثيري الفرصة الكاملة، ولكن أهل مكة أدرى بشعابها، كما يقولون.

والمدرب الكرواتي أدرى بما له وما عليه، وقبل مباراة الوحدة والجزيرة في الدور الربع النهائي في مسابقة كأس رئيس الدولة، صرح اللاعب مارسيلينهو، قائلاً: «الفوز وحداوي بنسبة 100 %»، وتصريحه هذا ليس تقليلاً من شأن الخصم، بقدر ما هو ثقة وتحفيز لزملائه للسعي لانتزاع بطاقة التأهل للدور النصف للنهائي، وهو ماحدث لهم بالفعل، عندما استطاع أصحاب السعادة أن يعيدوا لجماهيرهم السعادة، وفازوا على جارهم الجزراوي بهدفين مقابل هدف، عن طريق كل من صاحب التصريح مارسيلينهو، والكارت الرابح سعيد الكثيري، والذي صرح بعد المباراة لوسائل الإعلام، وقال: «حققنا فوزاً مهماً».. وهو رد على كل من يقول الوحدة بعيد عن مستواه هذا الموسم.

واثبت الكثيري للجميع أنه دائماً جاهز لحسم موقف فريقه إذا ما تطلب الأمر، وأثبت الفوز أن برانكو يعرف أدواته جيداً، ويجيد استخدامها، فما عودة مارسيلينهو بعد أصابة مونولوغي إلا لمعرفته بحاجة فريقه، وأيضاً اختصاره للزمان.. وهو أن تتعاقد مع لاعب يكون جديداً على الكرة الإماراتية، فيحتاج إلى وقت لدخوله أجواء مسابقاتنا، لذلك كان اختيار مارسيلينهو هو الأنسب.

والمهم أن يعود الوحدة تدريجياً، فهو الفريق الذي يقدم الكرة الجميلة التي تطرب المشاهد، وأن يعود لمنصات التتويج، ولعل فترة توقف الدوري كانت فرصة لهم لترتيب الأوراق العنابية، وها هو فريقهم يتمسك بأمل الخروج بلقب على الأقل هذا الموسم، بعد أن أقصى حامل اللقب فريق الجزيرة، رغم كل ما مر به أصحاب السعادة هذا الموسم من تخبط، إلا أنه عاد وفرض نفسه في المربع الذهبي لمسابقة كأس رئيس الدولة، ليثبت أنه من الفرق التي لا ترضى أن تسقط طويلاً.

وبعد هذا الفوز المعنوي الكبير للوحدة، يجب أن يستغل أبناء مترو العاصمة هذا الفوز، ويكون دفعة معنوية لهم لتصحيح أوضاعهم في الدوري، نعم، قد تكون فرصهم في المنافسة على لقب الدرع تضاءلت كثيراً، ولكن أمامهم فرصة للظفر بمركز متقدم في سلم الترتيب، ومن يعلم، قد ينتهي بهم المطاف في مركز يؤهلهم لدوري أبطال آسيا، الذي غاب عنه العنابي منذ فترة.

Email